???? *الوجه الخمسون*???????? *سورة آل عمران*????

*ختمة الإمام عاصم*
*سورة آل عمران*
*الوجه الخمسون*
*{الآيات: ١~٩}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الخمسين*

وهو أول وجه في:
*سورة آل عمران*
من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

قال تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
*﴿الم ﴿١﴾ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٣﴾ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤﴾ إِنَّ اللهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥﴾ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾﴾.*

*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:

*أولًا:*
لو أننا أردنا أن نصل آخر "سورة البقرة"، ببداية: "آل عمران".
فلنا ثلاثة أوجه، ووجه رابع ممنوع:

آخر سورة البقرة مع البسملة مع بداية السورة، لنا فيها الوصل:
*١- <<وصل الجميع>>.*

ولنا فيها:
*٢- <<قطع الجميع>>.*

أو:
*٣- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.*
أي: وصل البسملة ببداية السورة.

*٤- وأما الوجه الممنوع:*
أن نصل نهاية السورة بالبسملة.
ثم نقف ثم نبدأ بعد ذلك بداية السورة.
*<هذا وجه ممنوع بين السور>.*

*ثانيا:*
*{الم}:*
عند الكوفيين، هذه رأس آية.
وعند غير الكوفيين لا يعد: (الم) آية.

لذلك يجوز الوقف على: (الم)، على أنها: (وقف تام) إذا كانت خبرا لمبتدأ محذوف، تقديره هذا أو هذه.

أو على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره: (أقرأ)، فيجوز الوقف عليها.

*{الم}:*
(لام): مد لازم حرفي مثقل، يمد بمقدار ست حركات.
(ميم): مد لازم حرفي مخفف، يمد بمقدار ست حركات أيضا.
أما كلمة: (ألف)، فليس فيها مد.

حين الوصل فإن الميم الساكنة في كلمة: (ميم)، فإنها ستحرك لالتقاء الساكنين.
سيلتقي الساكن من كلمة: (ميم)، مع الساكن من لفظ الجلالة: (الله)، فسيحرك بالفتح.
لذلك فإن العلماء قالوا:
يجوز في المد اللازم في كلمة: (ميم)، القصر والإشباع حين الوصل.

القصر: لمن نظر إلى الحركة العارضة على الميم، فقال: أنه لا داعي للإشباع.

والإشباع: لمن نظر إلى الأصل.

فتكون القراءة هكذا:
*{المَ الله لا إله إلا هو}:*
هذا حال القصر.

أما وجه الإشباع:
*{الم اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}،* هكذا.

*{اللهُ}:*
(لام) لفظ الجلالة قبلها مفتوح، فتغلظ.

*وكذلك كل (لام) لفظ الجلالة إذا سبقت بفتح أو ضم فإنها تغلظ. وأما إذا سبقت بكسر فإنها ترقق.*

*مثال المغلظة:*
*{وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ إلَّا اللهَ إنَّ اللهَ}.*
*ومثال المرققة:*
*{بآياتِ اللهِ}.*

*{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات، من طريق / الشاطبية.
وأما من طريق الداني كتاب / التيسير، فإنه يرى أن المد المنفصل، يجوز فيه أربع أو خمس حركات.
ومثاله نفس الجملة تكررت، وكذلك قوله تعالى:
*{إِلَّا أُولُو}.*
وقوله:
*{رَبَّنَا إِنَّكَ}.*

ويلحق به مد الصلة الكبرى في كلمة:
*{تَأْوِيلِهِ إِلَّا}.*

*ومد الصلة الكبرى:*
هو ضمير المفرد الغائب الواقع بين حرفين متحركين، الثاني منهما همزة قطع.

*{الْحَيُّ}:*
الياء مشددة، فالحرف المشدد يأخذ زمن حرفين في النطق.

*{الْقَيُّومُ}:*
الوقف عليها وقف تام، إن جعلتها خبرا للفظ الجلالة.

*{بِالْحَقِّ}:*
نحرص على الإتيان بكسرة الباء محققة، ونرقق الحاء، ولا يجوز الوقف عليها، لأن كلمة: (مُصَدِّقًا لِّمَا ) قبله، أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله.
إذََا لا يجوز الوقف على كلمة: (بالحق).

*{يَدَيْهِ}:*
يجوز الوقف عليها من قبيل الوقف الكافي، فإذا وقفنا عليها،نحرص على أن نأتي بهمس الهاء ورخاوتها.

*{وَالْإِنجِيلَ}:*
يجوز الوقف عليها فقط، لأنها رأس آية عند الكوفيين.
وإلا فإن الأصل أنه لا يجوز الوقف عليها لتعلقها لما بعدها معنًى ولفظًا.

*{وَالْإِنجِيلَ}:*
النون ساكنة بعدها جيم، حكمها الإخفاء الحقيقي.
ومثاله:
*{وَأَنزَلَ مِن قَبْلِ عَذَابٌ شَدِيدٌ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}،* وهناك أمثلة أخرى نكتفي بهذا القدر.

*{هُدًى لِّلنَّاسِ}:*
إدغام كامل بغير غنة.
ومثاله:
*{مِن لَّدُنكَ • لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهٍ • مُصَدِّقًا لِّمَا}.*

وكلمة:
*{هُدًى لِّلنَّاسِ}:*
يجوز الوقف عليها، ويكون وقف كافٍ.

*{وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ}:*
وقف تام على كلمة: (اْلفُرْقَانَ).

*{إِنَّ}:*
حرف أغن، يغن بمقدار حركتين.

*وكذلك كل نون أو ميم مشددة تغن بمقدار حركتين وصلا ووقفا.*
مثاله:
*{لِّلنَّاسِ • هُنَّ • أُمُّ • فَأَمَّا • آمَنَّا}.*

كلمة:
*{بِآيَاتِ}:*
مد بدل، يمد بمقدار حركتين.
مثاله:
*{آيَاتٌ • آمَنَّا}.*

*{شَدِيدٌ}:*
الوقف عليها تام، وحينئذٍ ستكون الدال ساكنة فتقلقل.
وننوه على شيء لم نتكلم عليه من قبل:

يجوز الوقف على الدال المضمومة: بالسكون.
أو: الروم.
أو: الإشمام.
أي: أن الدال في حال:
الوقف بالسكون يجوز المد بمقدار: حركتين أو أربع حركات أو ست حركات، وهو مايسمى بِ:
*<<المد العارض للسكون>>.* فنقول: (عَذَابٌ شَدِيدٌ).

وكذلك في حال:
*الإشمام:*
هو أن أضم الشفتين بُعَيدَ النطق بالحرف: يراه المبصر، ولا يراه غير المبصر.
يعني الإشمام: حركة تشير للضم فقط، لا يراها إلا المبصر.
نفس حالات المد في حالة السكون، يكون في الإشمام، فنقول: (شديد).
طبعا الآن أنتم لا ترون، وإنما أنا أضم الشفتين بعد القلقلة مباشرة، أقول: (شديد).
إذا الإشمام كالسكون.
*الرَّوم:*
هو الإتيان بثلث الحركة، فنقول: (شديد).
والروم كالوصل: "ورومهم كوصلهم".

متى يكون الإشمام ومتى يكون الروم؟؟

الإشمام فيكون: مع المرفوع والمضموم.
وأما الروم فيكون: مع المضموم والمكسور.
يعني مع الضمة والكسرة.
ومع التنوين بالضم والتنوين بالكسر.

وأما الحرف المفتوح فلا روم فيه ولا إشمام.
إذََا هذه الكلمة، كلمة: (شديد) لها سبعة أوجه حين الوقف عليها.

إذا وقفنا بالسكون، فلنا ثلاثة أوجه في المد: اثنين، أربعة، ستة.
إذا وقفنا بالإشمام، فلنا أيضا ثلاثة أوجه: اثنين، أربعة، ستة.
إذا وقفنا بالروم، فلنا وجه وهو: القصر حركتين.

*{انتِقَامٍ}:*
إخفاء. وهو وقف أيضا تام.
إذا أردنا أن نقف على كلمة: (انتِقَامٍ)، هذه الكلمة مكسورة:
إذا يجوز فيها السكون.
وعلى السكون يأتي ثلاثة أوجه: اثنين، أربعة، ستة.
يجوز فيها الروم.
والروم يأتي: حركتين فقط.
ولا إشمام فيها.
إذا عندنا كم وجه ؟؟
عندنا أربعة أوجه. فنقول: (انتِقام • انتقاام • انتقااام)، هذا على السكون.
وعلى الروم: (انتقامِ)، جزء بسيط جدا من الكسرة.

يعني العلماء قالوا:
يسمعه القريب دون البعيد.
هذا بالنسبة للوقف على الكلمات.

*{لَا يَخْفَى}:*
نحذر من تفخيم الياء فلا نقول: (يخفى).
ونحرص أيضا على رخاوة وهمس وتفخيم الخاء، فنقول: (يخفى).

*{الْأَرْض}:*
توسط اللام وتوسط الراء.
واستفال اللام والهمزة. ولا يجوز الوقف عليها، حتى لا يتوهم السامع أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط. فلا يجوز الوقف على كلمة: (الأرض) هنا.

*{السَّمَاء}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات حين الوصل.
وقال الإمام / الداني:
*<<خمس حركات أو أربع حركات>>.*
وأما حال الوقف فإننا نزيد وجها في المد، فيمد بمقدار: ست حركات.
لذلك أوجه الوقف في هذه الكلمة فيها:
الوقف بالسكون.
والوقف بالروم.
أما الوقف بالسكون ففيها:
أربع حركات.
أو خمس حركات.
أو ست حركات، على رأي الإمام /الداني.

وأما على رأي الإمام / الشاطبي، فيها: أربع حركات.
أو ست حركات فقط.

والوقف بالروم فيها:
أربع حركات.
أو خمس حركات، على رأي الإمام / الداني.
أو فيها أربع حركات فقط، على رأي الإمام / الشاطبي -رحمهم الله- جميعا.

وأما الإشمام، فلا إشمام مع الكسر.

*{يُصَوِّرُكُمْ}:*
نراعي في هذه الكلمة عدة أمور، قد يقع فيها الطالب:
أولا:
ضمة الياء نضمها جيدا: (يُ).
كذلك كسرة الواو فنقول: (يصوِّ).
وتفخيم الراء: لا بد وأن نفخم الراء لأنها مضمومة.
وضم الكاف أيضا جيدا، فنقول: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ)، هكذا.

*{الْأَرْحَامِ}:*
اللام ساكنة، فيها صفة التوسط.
وكذلك الراء، ونحذر من تفخيم الهمزة فلا نقول: (الأ)، خطأ .
(الأرحام)، ولا يجوز الوقف عليها، لأن: (كيف يشاء)، متعلق بالتصوير.

*{يَشَاءُ}:*
الوقف عليها وقف تام.
وأما أوجه الوقف ففيها يجوز عليها:
الوقف بالسكون، وفيه ثلاثة أوجه للمد:
أربعة.
خمسة.
ستة.
ويجوز الوقف عليها بالإشمام، وفيه ثلاثة أوجه للمد:
أربعة.
خمسة.
ستة.
?
? ويجوز الوقف عليها بالروم وفيه المد:
أربعة.
أو خمسة.
هذا على مذهب الإمام / الداني.
وأما على مذهب الإمام / الشاطبي فنحذف الوجه الذي فيه خمس حركات.

*{الْكِتَابَ}:*
لايجوز الوقف عليها، لأن ما بعده متعلق به.

*{مِنْهُ}:*
إظهار حلقي.
مثاله:
*{مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ • مِّنْ عِندِ • رَحْمَةً إِنَّكَ}.*

*{آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ}:*
إدغام بغنة، واختلفوا في تسميته إدغام كامل أو ناقص. وهذا قد نوهنا عليه كثيرا.
مثال الإدغام بغنة:
*{شَدِيدٌ وَاللهُ}:* هذا في حال الوصل.
*{كُلٌّ مِّنْ}.*

كلمة:
*{مُتَشَابِهَاتٌ}:*
الوقف عليها وقف كافٍ، لاستئناف التفصيل بعده، معللا اتباعه أهل الزيغ المتشابهة بعلتين:
ابتغاء الفتنة.
وابتغاء التأويل.
وكلاهما مذموم.

*{تَأْوِيلِهِ}:*
الوقف عليها من قبيل الوقف الحسن.
وقيل وقف كافٍ.
عند الوقف عليها نحرص على همس ورخاوة الهاء.
وعند الوصل فهي صلة صغرى.

*{إِلَّا الله}:*
كان السلف يقفون عليها، وأكثر أهل العلم، على أنه وقف تام، وأن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه.
وقد روي عن ابن عباس أنه وَقْفُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووَقْفُ ابن مسعود وغيره.
وليس بوقف عند من عطف: (الرَّاسِخُونَ) على لفظ الجلالة.
أي: ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا. ويكون قوله: (يَقُولُونَ) جملة في موضع الحال.
أي معناها: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم قائلين آمنا به.

*{آمَنَّا بِهِ}:*
يجوز الوقف عليها، على المذهبين.
أي من رأى الوقف على لفظ الجلالة (الله).
أو من رأى أن: (الراسخون في العلم)، ايضا يعلمون تأويله فيجوز الوقف في الحالتين على كلمة: (آمنا به).

*{رَبَّنَا}:*
الوقف عليها وقف كافٍ، ونحرص على كسرة الباء.

*{الْأَلْبَابِ}:*
قلقلة الباء. الوقف عليها تام، وقيل كاف لأن ما بعدها من الحكاية آخر كلام: (الراسخون في العلم).

*{لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا}:*
نحرص على رخاوة الغين حتى لا تدغم في القاف، فلا نقول: (لا تزغ قلوبنا).
الصواب: (لا تزغ قلوبنا)، لا بد من زمن الرخاوة.

*{بَعْد}:*
نحرص على توسط العين.

*{إِذْ}:*
نحرص على رخاوة الذال.

*{وَهَبْ لَنَا}:*
الباء ساكنة فتقلقل.
ومثال كلمة:
*{الْأَلْبَابِ • الْوَهَّابُ • الْمِيعَادَ}:* حين الوقف عليها.

الوقف على كلمة:
*{الْوَهَّابُ}:* وقف تام.
وكذلك الوقف على كلمة:
*{الْمِيعَادَ}.*

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.

*التفسير:*

والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
*{الم (١)}:*
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور، فيها إشارة إلى إعجاز القرآن؛ فقد وقع به تحدي المشركين، فعجزوا عن معارضته.
وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب.
فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من عند الله.

*{اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)}:*
أي: هو الله، لا معبود بحق إلا هو، المتصف بالحياة الكاملة، كما يليق بجلاله، القائم على كل شيء.

*{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}:* إلى آخر الآية:
أي: نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه، مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل.
وأنزل التوراة على موسى -عليه السلام-.
والإنجيل على عيسى -عليه السلام-، من قبل نزول القرآن؛ لإرشاد المتقين إلى الإيمان، وصلاح دينهم ودنياهم، وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل.
والذين كفروا بآيات الله المنزلة، لهم عذاب عظيم.
والله عزيز لا يُغَالَب، ذو انتقام بمن جحد حججه وأدلته، وتفرُّده بالألوهية.

*{إِنَّ الله لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥)}:*
إن الله محيط علمه بالخلائق، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قلَّ أو كَثُر.

*{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ}:*
هو وحده الذي يخلقكم في أرحام أمهاتكم كما يشاء، من ذكر وأنثى، وحسن وقبيح، وشقي وسعيد، لا معبود بحق سواه، العزيز الذي لا يُغالَب، الحكيم في أمره وتدبيره.

*{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ}:*
أي: هو وحده الذي أنزل عليك القرآن:
منه آيات واضحات الدلالة، هن أصل الكتاب الذي يُرجع إليه عند الاشتباه، ويُرَدُّ ما خالفه إليه.
ومنه آيات أخر متشابهات تحتمل بعض المعاني، لا يتعيَّن المراد منها إلا بضمها إلى المحكم.
فأصحاب القلوب المريضة الزائغة، لسوء قصدهم يتبعون هذه الآيات المتشابهات وحدها؛ ليثيروا الشبهات عند الناس، كي يضلوهم، ولتأويلهم لها على مذاهبهم الباطلة.
ولا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله.
والمتمكنون في العلم يقولون: آمنا بهذا القرآن، كله قد جاءنا من عند ربنا على لسان رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويردُّون متشابهه إلى محكمه.
وإنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة.

*{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}:*
ويقولون: يا ربنا لا تَصْرِف قلوبنا عن الإيمان بك بعد أن مننت علينا بالهداية لدينك.
وامنحنا من فضلك رحمة واسعة، إنك أنت الوهاب: كثير الفضل والعطاء، تعطي مَن تشاء بغير حساب.

*{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ}:*
يا ربنا إنا نُقِرُّ ونشهد بأنك ستجمع الناس في يوم لا شَكَّ فيه، وهو يوم القيامة، إنَّك لا تُخلف ما وعَدْتَ به عبادك.

إلى هنا انتهى تفسير هذا الوجه من كتاب التفسير الميسّر.
وقبل أن ننهي اللقاء نذكر بعض الأسئلة:

*السؤال الأول:*
اذكر أوجه الوقف على كلمة: " الحكيمُ".

*السؤال الثاني:*
استخرج من الوجه كل الكلمات التي فيها إخفاء حقيقي.

*السؤال الثالث:*
إذا أردتِ أن تعصي الله -عز وجل- فابحثي عن مكان لا يراكِ فيه الله.
استخرج من الوجه ما يدل على هذا.

*السؤال الرابع:*
إن القلوب بيد الله -عز وجل- يقلبها حيث شاء.
استخرج من الآيات ما يدل على ذلك.

*السؤال الخامس:*
الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {٢}.
كيف أطبق هذه الآية عمليا في حياتي؟؟

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*