الوجه الثاني عشر 12

الوجه 12
 
 
*:books:ختمة الإمام عاصم:books:*
*:closed_book:الوجه الثاني عشر:closed_book:*
*:green_book:{الآيات: ٧٧~٨٣}:green_book:*
 
┈┉━❋:leaves::hibiscus::leaves:❋━┉┈
*:book:بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
 
*:alembic:أما بعد:*
:maple_leaf:*_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
 
:books: *الوجه الثاني عشر*
 
من:
*:kaaba:ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-:maple_leaf:
 
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*ـ {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ الله عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨٢)وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ} [البقرة : 83]*
 
 
 
 
ـ والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
 
*ـ [[أَوَلَا يَعْلَمُونَ]]:*
كلمة: (أو لا) بعض العلماء يرى أننا نقرؤها: (أولا يعلمون)، وبعضهم يقول  أننا لا بد أن أفصل الهمزة عما بعدها تظهر أنها همزة استفهام. فنقول: (أ ولا يعلمون).
 
*ـ [[يَعْلَمُونَ]]:*
العين ساكنة، فيها صفة التوسط.
 
*ـ [[أَنَّ]]:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
وهكذا في كل نون مشددة أو ميم مشددة.
 
*ـ [[أَنَّ الله]]:*
لام لفظ الجلالة قبلها مفتوح فتغلظ.
*ـ ولام لفظ الجلالة:*
ـ إذا سبقت بفتح أو ضم، فإنها تغلظ.
ـ وأما إذا سبقت بكسر، فإنها ترقق.
 
*ـ [[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ]]:*
النون ساكنة، والميم ساكنة في كلمة: (ومنهم).
ـ  والنون الساكنة إذا جاء بعدها هاء، فإنها تكون مظهرة.
 
ـ  والميم الساكنة، إذا جاء بعدها أي حرف غير الباء والميم، فإنها تكون أيضا مظهرة.
*ـ والإظهار:*
معناه أننا نقرأ النون أو الميم دون غنة زائدة، وإنما أصل الغنة باقٍ، لأن الغنة صفة للنون وصفة للميم. 
 
*ـ [[أُمِّيُّونَ]]:*
ميم مشددة، تغن بمقدار حركتين.
 
*ـ [[وَإِنْ هُمْ]]:*
نون ساكنة، بعدها هاء، حكمها الإظهار.
 
*ـ [[يَظُنُّونَ]]:*
نون مشددة تغن بمقدار حركتين.
وهذه الكلمة فيها حرف الظاء مفخم.
:warning: فنحذر من تفخيم الياء قبلها، فلا نقول: (يظنون)، خطأ :heavy_multiplication_x:: (يَ وليست يا)، فلا نقول: (يظنون).
 
*ـ [[فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ]]:*
تنوين بعده لام، حكمه الإدغام الكامل، إدغام بغير غنة.
 
*ـ كلمة: [[يَكْتُبُونَ]]:*
نحذر من تفخيم الياء فلا نقول: (يكتبون)، وكذلك عندنا الكاف ساكنة فيها صفة الشدة وصفة الهمس، وكما وضحنا قبل ذلك أن همس الكاف، يكون  بعد صفة الشدة.
 
*ـ [[مِنْ عِندِ الله]]:*
نون ساكنة بعدها عين، حكمها الإظهار.
ثم النون ساكنة في كلمة: (عند)، ففيها الإخفاء.
ولام لفظ الجلالة قبلها مكسور فترقق، فنقول: (من عند الله)، هكذا.
 
*ـ [[ثَمَنًا قَلِيلًا]]:*
تنوين بعده قاف حكمه الإخفاء.
 
*ـ وآلية الإخفاء:*
هنا أننا نقف عند مخرج القاف، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
 
*ـ [[فَوَيْلٌ لَّهُم]]:*
تنوين بعده لام، حكمه الإدغام الكامل.
 
*ـ [[لَّهُم مِّمَّا]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم، حكمها إدغام مثلين صغير.
وقد نُفَصِّل الإدغام في مرة قادمة إن شاء الله تعالى.
 
*ـ [[أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ]]:*
ميم ساكنة بعدها واو، حكمها الإظهار.
*ـ لكن الإظهار:*
هنا آكد لأن بين الميم والواو اتحاد في المخرج. ولذلك حذر صاحب تحفة الأطفال فقال:
واحذر لدى واو وفا أن تختفي
     لقربها ولاتحاد فاعرفِ 
 
*ـ [[إِلَّا أَيَّامًا]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
 
*ـ [[قُلْ أَتَّخَذْتُمْ]]:*
لام ساكنة، بعدها همزة، حكمها الإظهار.
 
:black_small_square:واللام الساكنة: إذا كانت متطرفة، سواء في الحرف، أو في الفعل، فإنها تدغم إذا جاء بعدها: (لام)، من قبيل:
ـ  *"إدغام المتماثلين".*
وتدغم أيضا إذا جاء بعدها: (راء) من قبيل:
ـ  *"إدغام المتقاربين".*
 
:black_small_square:أما باقي الحروف ففيها الإظهار، لذلك اللام هنا مظهرة.
 
كلمة: *ـ [[أَتَّخَذْتُمْ]]:*
فيها خلاف بين: الإمام حفص والإمام شعبة.
ـ فالإمام شعبة يدغم كل ذال ساكنة جاء بعدها تاء، فيدغم الذال في التاء، فيقول: (أتختُّم).
ـ  أما الإمام حفص فيقول: (أتخذتم)، هكذا. وقد قرأنا بالطريقين في أثناء القراءة
 
 
*ـ [[عَهْدًا فَلَن]]:*
تنوين بعده فاء، حكمه الإخفاء. 
 
*ـ [[فَلَن يُخْلِفَ]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام الناقص، إدغام بغنة
 
*ـ [[خَطِيئَتُهُ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
 
* وكذلك كلمة: ـ [[فَأُولَئِكَ]].*
 
*ـ [[وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا]]:*
واو مدية بعدها واو متحركة، يسمى:
*"مد تمكين".* أي أننا نمكن لحرف المد من أن يمد بمقدار حركتين.
 
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه وتركنا أحكاما أخرى اعتمادا على ذكاء الطالب.
ـ  *التفسير:*
 
والآن ننتقل إلى قراءة تفسير هذا الوجه من كتاب التفسير الميسّر:
 
قال تعالى:
*ـ [[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)]]:*
 
ـ  أي: ومن اليهود جماعة يجهلون القراءة والكتابة، ولا يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي الله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما عندهم من ذلك إلا أكاذيبُ وظنون فاسدة.
 
*ـ [[فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ]]:*
 
ـ  أي: فهلاك ووعيد شديد لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام؛ ليأخذوا في مقابل هذا عَرَض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم، ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام، كالرشوة وغيرها.
 
*ـ [[وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً]]:*
 
ـ  أي: وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد.
قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-:
:black_small_square:أعندكم عهد من الله بهذا؟؟
:black_small_square:فإن الله لا يخلف عهده؟؟
:black_small_square:بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.
 
*ـ [[بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١)]]:*
 
ـ  فحُكْمُ الله ثابت:
أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر، واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله.
فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.
 
*ـ [[وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨٢)]]:*
 
ـ  وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا:
أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا، وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله، التي أوحاها إلى رسله.
هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.
 
*ـ [[وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ]]:*
 
ـ  واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له، وأن تحسنوا للوالدين، وللأقربين، وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم، وللمساكين، وأن تقولوا للناس أطيب الكلام، مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.
 
ـ  *هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*