الوجه الثالث عشر 13

 
 
 
*:book:بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
 
*:alembic:أما بعد:*
:maple_leaf:*_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
 
:books: *الوجه الثالث عشر*
 
من:
*:kaaba:ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-:maple_leaf:
 
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ـ  *{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤) ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (٨٧) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ الله بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ (٨٨)}.*
 
:book: *التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
 
*ـ [[وَإِذْ أَخَذْنَا]]:*
الذال ساكنة، فيها صفة الرخاوة، وصفة الجهر.
فلا نقلقل الذال، ولا نهمس الذال فلا نقول: (وإذ أخذنا)، ولا نقول: (وإذس أخذنا).
:ballot_box_with_check: الصواب: (وإذ أخذنا).
 
وكلمة: *ـ [[أَخَذْنَا]]:*
فيها الخاء مفخمة.
ـ  فنحذر من تفخيم الهمزة قبلها، فلا نقول: (أخذنا أ)، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: الصواب: (أ).
 
كلمة: *ـ [[مِيثَاقَكُمْ]]:*
الكاف جاورت القاف.
ـ  فنحذر من تفخيم الكاف، أو ترقيق القاف. فلا نقول: (ميثاككم)، ولا نقول: (ميثاققم)، كلاهما خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: الصواب: (ميثاقكم  قَ كُ)، هكذا.
 
 *ـ [[دِمَاءَكُمْ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
 
*ـ [[دِمَاءَكُمْ وَ]]:*
ميم ساكنة بعدها واو، حكمها واجبة الإظهار.
 
*ـ [[أَنفُسَكُم]]:*
 نون ساكنة بعدها فاء، حكمها الإخفاء.
 
*ـ وآلية الإخفاء هنا:*
أننا نقف عند مخرج الفاء، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
 
*ـ [[أَنفُسَكُم مِّن]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم، حكمها الإدغام، إدغام مثلين صغير. 
 
 *ـ [[مِّن دِيَارِكُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها دال، حكمها الإخفاء الحقيقي.
 
   *ـ [[أَقْرَرْتُمْ]]:*
القاف ساكنة فتقلقل.
ـ  ثم نحذر من تفخيم الهمزة قبل القاف فلا نقول: (أقررتم أ)، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: (أ أقررتم).
ثم الراء ساكنة أيضا فيها صفة التوسط.
 
*ـ [[أَنتُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها تاء، حكمها الإخفاء.
 
*ـ [[هَؤُلَاءِ]]:*
كلمة: (هَؤُلَاءِ)، المد الأول فيها يسمى: *<مد جائز>.* لأن (ها)،  هذه أداة تنبيه،
و: (أولاء): هذه اسم إشارة.
فالكلمتين منفصلتين، لكنها ترسم في المصحف الشريف وكأنها كلمة متصلة.
ـ إذن المد الأول يسمى:
*<<مد جائز منفصل>>.*
يمد بمقدار أربع حركات.
ـ والمد الثاني:
*<<مد واجب متصل>>.*
يمد بمقدار أربع حركات.
 
 *ـ [[تَقْتُلُونَ]]:*
القاف ساكنة فتقلقل.
 
 *ـ [[فَرِيقًا مِّنكُم]]:*
تنوين بعده ميم، حكمه الإدغام الكامل، إدغام بغنة.
 
*ـ [[مِّنكُم]]:*
نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء.
 
*ـ [[مِّنكُم مِّن]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم، حكمها الإدغام، إدغام مثلين صغير، وقد تكلمنا عنه.
 
 *ـ [[تَظَاهَرُونَ]]:*
ـ  نحذر من تفخيم الهاء لأنها وقعت بين حرفين مفخمين، بين الظاء والراء.
فلا نقول: (تظاهرون هاا)، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: (تظاه  تظاهرون)، هكذا.
 
 *ـ [[عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ]]:*
ميم ساكنة بعدها باء، حكمها الإخفاء الشفوي.
 
 *ـ [[وَالْعُدْوَانِ]]:*
الدال ساكنة فيها القلقلة.
ـ  ونحذر من ضم الدال، إذ أن قبلها عين مضمومة، فلا نقول: (والعُدُوان والعُدُوان)، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:black_small_square:لماذا؟؟
:black_small_square:لأن القلقلة لا تميل إلى أي حركة من الحركات.
فنقول: (وَالْعُدْوَانِ)، هكذا.
 
 *ـ [[وَإِن يَأْتُوكُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام، إدغام بغنة، إدغام ناقص.
 
  *ـ [[فَمَا جَزَاءُ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
 
 *ـ [[مَن يَفْعَلُ]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام الناقص.
 
 *ـ [[خِزْيٌ فِي]]:*
تنوين بعده فاء، حكمه الإخفاء.
 
*ـ [[وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا]]:*
تنوين بعده عين، حكمه الإظهار.
 
 *ـ [[تَعْمَلُونَ]]:*
هذه الكلمة:
ـ  *قرأها الإمام شعبة بالياء وقرأها الإمام حفص بالتاء.*
 
*ـ [[وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ]]:*
نون ساكنة بعدها باء، حكمها الإقلاب.
أي أننا نقلب النون الساكنة إلى ميم ساكنة، ثم نخفي الميم الساكنة في الباء بعدها.
 
:snowflake: هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه، ذكرنا بعضها وبقي الكثير  اعتمادا على ذكاء الطالب.
  *التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات.
 
قال تعالى:
*ـ [[وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ]].* إلى آخر الآية.
 
ـ أي: واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة:
ـ  يُحَرِّم سفك بعضكم دم بعض.
ـ  وإخراج بعضكم بعضًا من ديارهم.
ثم اعترفتم بذلك.
وأنتم تشهدون على صحته.
 
 *ـ [[ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ]].* إلى آخر الآية.
 
ـ أي: ثم أنتم يا هؤلاء:
ـ  يقتل بعضكم بعضًا.
ـ ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم.
ـ ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا.
ـ وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء، سعيتم في تحريرهم من الأسر، بدفع الفدية، مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم.
ـ ما أقبح ما تفعلون، حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة، وتكفرون ببعضها!!
ـ فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا.
ـ ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار.
ـ وما الله بغافل عما تعملون.ـ
 
 *ـ [[أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ]]:*
 
ـ أي: أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة، فلا يخفف عنهم العذاب، وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.
 
 *ـ [[وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ]]:*
 
ـ أي: ولقد أعطينا موسى التوراة، وأتبعناه برسل من بني إسرائيل، وأعطينا عيسى بن مريم المعجزات الواضحات، وقوَّيناه بجبريل -عليه السلام-.
ـ أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم، استعليتم عليه، فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟؟!!
 
*ـ [[وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ]]:*
 
ـ وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-:
قلوبنا مغطاة، لا يَنْفُذ إليها قولك.
وليس الأمر كما ادَّعَوْا، بل قلوبهم ملعونة، مطبوع عليها.
ـ وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم، فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.
ـ  *هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*