*
ختمة الإمام عاصم
*
*
الوجه السابع عشر
*
*
{الآيات: ١٠٦~١١٢}
*
┈┉━❋
❋━┉┈
*
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
*
*
أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه السابع عشر*
من:
*
ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-
قال تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ الله مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧﴾ أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٠٨﴾ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾ وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾}.*
*أحكام التجويد:*
والآن مع بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
*
[[مَا نَنسَخْ]]:*
نون متحركة بعدها نون ساكنة، يسمى إظهار مطلق.
الخاء ساكنة، فيها صفة الرخاوة.
*
[[مِنْ آيَةٍ]]:*
نون ساكنة بعدها همزة، حكمها الإظهار.
وكلمة: (آية)، فيها مد بدل، يمد بمقدار حركتين.
*
[[أَوْ نُنسِهَا]]:*
نون ساكنة بعدها سين، حكمها الإخفاء.
ونحرص على أن نأتي بكسرة السين، ولا نختلس زمنها، فلا نقول: (ننسها س)، خطأ
.
الصواب: (ننسِ ننسِها)، هكذا.
*
[[نَأْتِ بِخَيْرٍ]]:*
الهمزة ساكنة، فنحذر من قلقلتها أو تسهيلها أو إبدالها.
*
[[بِخَيْرٍ مِّنْهَا]]:*
تنوين بعده ميم، حكمه الإدغام بغنة.
*
[[مِّنْهَا أَوْ]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*
[[أَلَمْ تَعْلَمْ]]:*
الميم ساكنة، والعين والميم الأخرى، كل هذه الحروف فيها صفة التوسط.
*
والتوسط معناه:*
جريان بعض الصوت عند النطق بالحرف.
فنحرص على أن نأتي بزمن جريان هذا الصوت فنقول: (ألم تعلم)، هكذا.
*
[[أَنَّ]]:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
*
[[شَيْءٍ قَدِيرٌ]]:*
تنوين بعده قاف، حكمه الإخفاء.
*
[[وَالْأَرْضِ]]:*
حين الوقف على هذه الكلمة، فإننا سنقف على راء ساكنة، بعدها ضاد ساكنة.
هذه الراء الساكنة فيها صفة التوسط.
وهذه الضاد فيها صفة الاستطالة.
فنحرص على أن نأتي بهذا الزمن فنقول: (الأرض). هذا الزمن زمن الرخاوة والاستطالة للضاد لا بد منه.
ونحذر من قلقلة الضاد، أو همسها فلا نقول: (الأرض). ولا نقول: (الأرض).
بل الصواب: أن الضاد ليست مهموسة وليست مقلقلة.
ونحذر كذلك من تفخيم الهمزة قبل الراء.
إذ أن الهمزة مرققة، وأما الراء فمفخمة، فلا نقول: (والأرض)، خطأ
.
الصواب: أنها مرققة.
*
[[وَمَا لَكُم مِّن]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم متحركة، حكمها إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
*
[[مِّن دُونِ]]:*
نون ساكنة بعدها دال، حكمها الإخفاء.
*
[[مِن وَلِيٍّ]]:*
نون ساكنة بعدها واو، حكمها الإدغام الناقص.
*
[[أَن تَسْأَلُوا]]:*
نون ساكنة بعدها تاء، حكمها الإخفاء.
*
[[فَقَدْ ضَلَّ]]:*
الدال ساكنة فتقلقل.
ونحذر من إدغام الدال في الضاد فلا نقول: (فقضل)، هذا خطأ
.
والصواب: أن الإمام عاصم لا يدغم الدال الساكنة في الضاد.
*
[[سَوَاءَ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*
[[ مِّن بَعْدِ]]:*
نون ساكنة بعدها باء، حكمها الإقلاب.
*
[[كُفَّارًا حَسَدًا]]:*
تنوين بعده حاء، حكمه الإظهار.
*
[[الْحَقُّ]]:*
حين الوقف على هذه الكلمة، فنحذر من تفخيم الحاء قبل القاف.
ونقلقل القاف، ويسمى قلقلة كبرى.
*
[[فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا]]:*
أولا: نحرص على أن نأتي بتوسط العين ورخاوة الصاد.
ونحرص كذلك على أن نأتي بزمن المد الطبيعي في هاتين الكلمتين.
·
[[لِأَنفُسِكُم]]:*
نون ساكنة بعدها فاء، حكمها الإخفاء ونحرص على أن نأتي بكسرة السين، ولا نقرؤها بين الفتحة والكسرة. فلا نقول: (لأنفسكم)، خطأ
.
الصواب: (لأنفسكم).
*
[[بَصِيرٌ]]:*
نحذر من تفخيم الباء قبل الصاد، ونحرص على أن نأتي براء مرققة. إذ أننا سنقف على راء ساكنة قبلها ياء، فتكون مرققة، فنقول: (بصير)، ولا نقول: (بصير)، خطأ
.
*
[[نَصَارَى]]:*
كذلك نحرص على أن نأتي بالنون مرققة.
ونحذر من تفخيمها.
*
[[إِن كُنتُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء.
وكذلك نون ساكنة بعدها تاء، حكمها الإخفاء.
*
[[فَلَهُ أَجْرُهُ]]:*
مد صلة كبرى، يمد بمقدار أربع حركات.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
ذكرنا بعضها وتركنا الكثير منها، اعتمادا على ذكاء ومهارة الطالب.
*التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
*{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا}.*
أي: ما نبدِّل من آية أو نُزِلها من القلوب والأذهان، نأتي بأنفع لكم منها، أو نأتي بمثلها في التكليف والثواب، ولكلٍ حكمة. ألم تعلم -أيها النبي- أنت وأمتك أن الله قادر لا يعجزه شيء؟؟
*{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.*
أي: أما علمتَ -أيها النبي- أنت وأمتك أن الله تعالى هو المالك المتصرف في السموات والأرض؟
يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويأمر عباده وينهاهم كيفما شاء.
وعليهم الطاعة والقَبول.
وليعلم من عصى أن ليس لأحد من دون الله من وليٍّ يتولاهم، ولا نصير يمنعهم من عذاب الله.
*{أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ}:*
بل أتريدون- أيها الناس- أن تطلبوا من رسولكم محمد - صلى الله عليه وسلم-، أشياء بقصد العناد والمكابرة، كما طُلِبَ مثل ذلك من موسى.
واعلموا أن من يختر الكفر ويترك الإيمان فقد خرج عن صراط الله المستقيم إلى الجهل والضَّلال.
*{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم}:*
أي: تمنى كثير من أهل الكتاب أن يرجعوكم بعد إيمانكم كفارًا كما كنتم من قبلُ تعبدون الأصنام؛ بسبب الحقد الذي امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبيَّن لهم صدق نبي الله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به.
فتجاوزوا عمَّا كان منهم من إساءة وخطأ، واصفحوا عن جهلهم، حتى يأتي الله بحكمه فيهم بقتالهم (وقد جاء ووقع)، وسيعاقبهم لسوء أفعالهم. إن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
*{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}.*
أي: واشتغلوا -أيها المؤمنون- بأداء الصلاة على وجهها الصحيح، وإعطاء الزكاة المفروضة. واعلموا أنَّ كل خير تقدمونه لأنفسكم تجدون ثوابه عند الله في الآخرة.
إنه تعالى بصير بكل أعمالكم، وسيجازيكم عليها.
*{وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}.*
ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته، لا يدخلها غيرهم، تلك أوهامهم الفاسدة.
قل لهم - أيها الرسول -: أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم.
*{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}.*
أي: ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفة دون غيرها، وإنما يدخل الجنَّة مَن أخلص لله وحده لا شريك له، وهو متبع للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل أقواله وأعماله.
فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة، وهو دخول الجنة.
وهم لا يخافون فيما يستقبلونه من أمر الآخرة.
ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
┈┉━❋
❋━┉┈
*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*