*????الوجه الرابع والعشرون????*

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الرابع والعشرون*
*{الآيات: ١٥٤~١٦٣}*
 
┈┉━❋ ❋━┉┈
 
* بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
 
* أما بعد:*
 _اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
 
 *الوجه الرابع والعشرين*
 
من:
* ختمة الإمام عاصم*
 - رحمه الله تعالى-:maple_leaf:
 
  قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  *{وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ﴿١٥٤﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾ ۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ الله ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾}.*
 
 
  *أحكام التجويد:*
 
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
 
* [[وَلَا تَقُولُوا]]:*
مد طبيعي، يمد بمقدار حركتين.
 
* [[لِمَن يُقْتَلُ]]:*
إدغام بغنة.
ومثاله:
*[[أَحْيَاءٌ وَلَكِن .. بِشَيْءٍ مِّنَ .. وَنَقْصٍ مِّنَ .. صَلَوَاتٌ مِّن .. وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ .. أَن يَطَّوَّفَ .. إِلَهٌ وَاحِدٌ]].*
 
*[[يُقْتَلُ]]:*
القاف ساكنة، فتقلقل.
ومثاله:
*[[وَلَنَبْلُوَنَّكُم .. وَنَقْصٍ .. أَجْمَعِينَ]]:*
وكل حروف كلمة: *"قطب جد"،* فإنها إذا سُكِّنت تقلقل.
 
*[[فِي سَبِيلِ الله]]:*
لام لفظ الجلالة قبلها مكسور، فإنها ترقق.
مثاله كلمة:
*[[شَعَائِرِ الله]].*
وأما إذا سبقت بضم أو فتح فإنها تغلظ.
مثل كلمة:
*[[يَلْعَنُهُمُ الله]].*
 
*[[أَمْوَاتٌ بَلْ]]:*
إقلاب، أي أننا نقلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم ساكنة، ثم نخفي الميم الساكنة في الباء، فنقول: (أموات بل).
مثاله:
*[[مِن بَعْدِ]].*
 
*[[وَلَكِن لَّا]]:*
إدغام كامل، بغير غنة.
ومثاله:
*[[مِّن رَّبِّهِمْ .. وَاحِدٌ لَّا]].*
 
*[[تَشْعُرُون]]:*
الشين ساكنة فيها صفة الهمس وصفة الرخاوة.
 
  *والرخاوة معناها:*
جريان الصوت حين النطق بالحرف.
فنقول: (تشعرون)، لا بد من هذا الزمن.
 
*[[وَلَنَبْلُوَنَّكُم]]:*
نون مشددة تغن بمقدار حركتين.
 
*:candle:وهكذا كل ميم أو نون مشددة.*
مثل كلمة:
*[[لِلنَّاسِ .. بَيَّنَّاهُ]].* وهكذا.
 
*[[وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ]]:*
إخفاء شفوي.
 
*[[وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ]]:*
  نحذر من قراءتها وكأنها للمؤنث.
بعض الناس قد ينبر فيها فيقرؤها: (وبشرِي الصابرين)، وكأنها للمؤنث، وهذا لحن  .
  والصواب: (وبشرِ الصابرين).
 
*[[إِذَا أَصَابَتْهُم]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*[[قَالُوا إِنَّا .. وَإِنَّا إِلَيْهِ .. مَا أَنزَلْنَا .. لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ]].*
 
*[[أَصَابَتْهُم]]:*
  نحذر من تفخيم الهمزة قبل الصاد.
 
*[[أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ]]:*
إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
والميم الساكنة إذا جاء بعدها باء، فإنها تخفى، ويسمى إخفاء شفوي.
وإذا جاء بعدها ميم، فإنها تدغم ويسمى إدغام مثلين صغير.
وأما مع باقي الحروف فإنه إظهار.
 لكن نحذر من إدغام الميم الساكنة إذا جاء بعدها واو أو فاء.
مثل كلمة:
*[[مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ]].*
لابد أن نظهر الميم فنقول: (من ربهم ورحمة)، ولا نخفي الميم قبلها.
 
*[[أُولَٰئِكَ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
وقد تكررت في هذا الوجه خمس مرات.
ومثاله:
*[[شَعَائِرِ .. وَالْمَلَائِكَةِ]].*
 
*[[الصَّفَا]]:*
  نحذر من تفخيم الفاء، فلا نقول: (الصفا).
 
*[[وَالْمَرْوَةَ]]:*
  نحذر أيضا من تفخيم الميم، فلا نقول: (والمروة)، خطأ:heavy_multiplication_x:.
 
*[[مِن شَعَائِرِ]]:*
إخفاء حقيقي.
 
:candle: *وآلية الإخفاء:*
أننا نقف عند مخرج الشين، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
ومثاله هنا:
*[[وَالْأَنفُسِ .. وَمَن تَطَوَّعَ .. خَيْرًا فَإِنَّ .. يُنظَرُونَ]].*
 
*[[فَمَنْ حَجَّ]]:*
إظهار حلقي.
ومثاله:
*[[شَاكِرٌ عَلِيمٌ .. كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ .. عَنْهُمُ]].*
 
كلمة:
*[[يَلْعَنُهُمُ الله]]:*
توالي حركات، فنحذر من اختلاس ضمة الهاء.
 
كلمة:
*[[تَابُوا وَأَصْلَحُوا]]:*
يسمى مد تمكين، أي أننا نمكن للمد الطبيعي، من أن يمد بمقدار حركتين.
  ونحذر من اختلاس زمنها.
ومثاله هنا:
*[[وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا .. كَفَرُوا وَمَاتُوا]].*
 
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
 
التفسير
 
  *التفسير:*
 
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
 
 قال تعالى:
*[[وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ]]:*
  أي: ولا تقولوا -أيها المؤمنون- فيمن يُقتلون مجاهدين في سبيل الله: هم أموات، بل هم أحياء حياة خاصة بهم في قبورهم، لا يعلم كيفيتها إلا الله - تعالى-، ولكنكم لا تُحسُّون بها.
وفي هذا دليل على نعيم القبر.
 
*[[وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ]]:*
  أي: ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع، وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها، أو ذهابها، ومن الأنفس: بالموت أو الشهادة في سبيل الله، وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب، بقلَّة ناتجها أو فسادها.
وبشِّر -أيها النبي- الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة.
 
*[[الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ]]:*
  أي: من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا: إنَّا عبيد مملوكون لله، مدبَّرون بأمره وتصريفه، يفعل بنا ما يشاء.
وإنا لله راجعون بالموت، ثم بالبعث للحساب والجزاء.
 
*[[أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ]]:*
:dizzy: أي: أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه، وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.
 
*[[إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ الله]]:*
  إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما.
فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا، فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما، بل يجب عليه ذلك.
ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى.
فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير.
عليم بأعمال عباده فلا يضيعها، ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.
 
*[[إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ]]:*
  إن الذين يُخْفون ما أنزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به، وهم أحبار اليهود، وعلماء النصارى، وغيرهم ممن يكتم ما أنزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل.
أولئك يطردهم الله من رحمته، ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة.
 
*[[إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا]]:*
  إلا الذين رجعوا مستغفرين الله من خطاياهم، وأصلحوا ما أفسدوه، وبَيَّنوا ما كتموه.
فأولئك أقبل توبتهم وأجازيهم بالمغفرة.
وأنا التواب على من تاب من عبادي، الرحيم بهم؛ إذ وفقتُهم للتوبة وقبلتها منهم.
 
*[[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ]]:*
  إن الذين جحدوا الإيمان وكتموا الحق، واستمروا على ذلك حتى ماتوا.
أولئك عليهم لعنة الله بالطرد من رحمته، وعليهم لعنة الملائكة والناس أجمعين.
 
*[[خَالِدِينَ فِيهَا]]:*
  أي: دائمين في اللعنة والنار، لا يخفف عنهم العذاب، ولا هم يمهلون بمعذرة يعتذرون بها.
 
*[[وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ]]:*
  وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وعبودية خلقه له، لا معبود بحق إلا هو.
الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق، الرحيم بالمؤمنين.
 
  *هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*