*{مَلِكًا نُّقَاتِلْ}:* تنوين بعده نون، حكمه الإدغام الكامل، إدغام بغنة. وبعض العلماء يرى أنه إدغام ناقص. لكن عند التطبيق لا خلاف بين القولين.
*{إِن كُتِبَ}:* نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء. *وآلية الإخفاء:* أننا نقف عند مخرج الكاف، ثم نخرج غنة من الخيشوم. فنلاحظ أن غنة الإخفاء عند الكاف أو القاف ستكون قريبة جدا من الإظهار.
*{قَالُوا وَمَا لَنَا}:* واو مدية بعدها واو متحركة، تسمى: "مد تمكين". أي: أننا لا بد أن نمكن للمد الطبيعي بمقدار حركتين فنقول: *(قَالُوا وَمَا).*
*{وَقَدْ أُخْرِجْنَا}:* الدال ساكنة فتقلقل. (أُخْرِجْنَا): الخاء ساكنة فيها صفة الرخاوة، وأما الجيم فتقلقل.
*{مِن دِيَارِنَا}:* نون ساكنة بعدها دال، حكمها الإخفاء.
*{عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}:* تنوين بعده باء، حكمه الإقلاب. وقد تكلمنا عنه. ككلمة: (بِالظالمين)، نحرص على أن نأتي بكسرة الباء، ولانختلسها، فلا نقول: (بالظالمين). الصواب: (بِ)، وليست: (ب).
*{وَنَحْنُ أَحَقُّ}:* كلمة: (أحق)، القاف مفخمة، فنحذر من تفخيم الهمزة والحاء قبلها، فلا نقول: (أحق)، خطأ . الصواب: (أَ، أحق).
*{بِالْمُلْكِ مِنْهُ}:* اللامين كل منهما ساكن، فيها صفة التوسط فنقول: (بالملك).
*{مِنْهُ}:* نون ساكنة بعدها هاء، حكمها الإظهار.
*{بَسْطَةً}:* نحذر من تفخيم السين، فلا نقرؤها بالصاد، فلا نقول: (بصطة)، خطأ . الصواب: أن السين مرققة فنقول: (بَسْطَةً)، هكذا.
*{فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}:* عندنا هذه الكلمة فيها اللام ساكنة والسين ساكنة. وسنقف على ميم ساكنة، فسنقف على ساكنين متجاورين: السين الساكنة والميم الساكنة. فنحذر من قلقلة السين أو الميم، فلا نقول: (والجسم)، هذا خطأ . الصواب: أن الميم ساكنة، ولكن فيها صفة التوسط، فنقول: (والجسم)، هكذا.
كلمة: *{مَن يَشَاءُ}:* سنقف على همزة ساكنة. إذن يجوز في الوقف أن نمد هذا المد الواجب: أربع أو خمس أو ست حركات.
*{وَاسِعٌ عَلِيمٌ}:* تنوين بعده عين حكمه الإظهار .
*{إِن كُنتُم}:* نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء.
كذلك كلمة: *{كُنتُم}:* نون ساكنة بعدها تاء، حكمها الإخفاء.
*وآلية الاخفاء:* أننا نقف عند مخرج الحرف التالي ثم نخرج غنة من الخيشوم.
كلمة: *{كُنتُم}:* تحتاج إلى مهارة خاصة إذ أننا: سنضم الشفتين ضما جيدا عند الكاف: (كُ). ثم نرجع بالشفتين عند وضعها الطبيعي لنأتي بغنة النون. ثم نرجع نضم الشفتين مر ة أخرى عند التاء. ثم نرجع بهما مرة ثانية عند الميم. فلذلك تحتاج إلى تدريب فنقول: (كنتم)، هكذا.
كلمة: *{مُّؤْمِنِينَ}:* فيها الهمزة ساكنة، والهمزة حرف شديد مجهور فنحذر من قلقلتها، فلا نقول: (مؤمنين). ونحذر أيضا من تسهيلها فلا نقول: (مومنين). ونحذر من إبدالها، فلا نقول: (مومنين). وإنما الإمام عاصم -رحمه الله تعالى-، يحقق الهمزة، فيقول: (مُّؤْمِنِينَ)، هكذا.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه. وقد تركنا الكثير منها اعتمادا على ذكاء الطالب، لقول ابن الجزري -رحمه الله تعالى-: *<<واللفظ في نظيره كمثله>>.* *التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:-
*{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ}:* إلى آخر الآية: أي: ألم تعلم -أيها الرسول- قصة الأشراف والوجهاء من بني إسرائيل بعد زمن موسى؛ حين طلبوا من نبيهم أن يولِّي عليهم ملكا، يجتمعون تحت قيادته، ويقاتلون أعداءهم في سبيل الله. قال لهم نبيهم: هل الأمر كما أتوقعه إنْ فُرِض عليكم القتال في سبيل الله أنكم لا تقاتلون؟؟ فإني أتوقع جبنكم وفراركم من القتال. قالوا مستنكرين توقع نبيهم: وأي مانع يمنعنا عن القتال في سبيل الله، وقد أَخْرَجَنَا عدوُّنا من ديارنا، وأبعدَنا عن أولادنا بالقتل والأسر؟ فلما فرض الله عليهم القتال مع الملِك الذي عيَّنه لهم جَبُنوا وفرُّوا عن القتال، إلا قليلا منهم ثبتوا بفضل الله. والله عليم بالظالمين الناكثين عهودهم. □●□●□
*{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا}:* أي: قال لهم نبيهم: إن الله قد أرسل إليكم طالوت مَلِكًا إجابة لطلبكم، يقودكم لقتال عدوكم كما طلبتم. قال كبراء بني إسرائيل: كيف يكون طالوت مَلِكًا علينا، وهو لا يستحق ذلك؟؟ لأنه ليس من سبط الملوك، ولا من بيت النبوة، ولم يُعْط كثرة في الأموال يستعين بها في ملكه، فنحن أحق بالملك منه؛ لأننا من سبط الملوك ومن بيت النبوة. قال لهم نبيهم: إن الله اختاره عليكم وهو -سبحانه- أعلم بأمور عباده، وزاده سَعَة في العلم، وقوة في الجسم، ليجاهد العدو. والله مالك الملك، يعطي ملكه مَن يشاء من عباده، والله واسع الفضل والعطاء، عليم بحقائق الأمور، لا يخفى عليه شيء.
*{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ}:* إلى آخر الآية: أي: وقال لهم نبيهم: إن علامة ملكه أن يأتيكم الصندوق الذي فيه التوراة -وكان أعداؤهم قد انتزعوه منهم- فيه طمأنينة من ربكم تُثَبِّت قلوب المخلصين، وفيه بقية من بعض أشياء تركها آل موسى وآل هارون، مثل: "العصا وفُتات الألواح، تحمله الملائكة". إن في ذلك لأعظم برهان لكم على اختيار طالوت ملكًا عليكم بأمر الله، إن كنتم مصدقين بالله ورسله.
*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*