*????الوجه الثاني والأربعون????*

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الثاني والأربعون*
*{الآيات: ٢٥٣~٢٥٦}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الثاني والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
*﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿٢٥٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ ﴿٢٥٥﴾ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾﴾.*

*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:

*{تِلْكَ}:*
اللام ساكنة، فيها صفة التوسط.

*{فَضَّلْنَا}:*
نحذر من تفخيم الفاء، فلا نقول: (فضلنا).
ثم اللام ساكنة، جاورت النون، فنحذر من إدغام اللام في النون فلا نقول: (فضّنا).
الصواب: (فضلنا).

*{بَعْضَهُمْ}:*
نحذر من تفخيم الباء والعين قبل الضاد.
والعين ساكنة، فيها صفة التوسط.

*{عَلَى بَعْضٍ}:*
الوقف على الضاد الساكنة نحذر من قلقلتها أو همسها.
وهنا في المصحف وقف لازم حتى لا يُتوهَّم أن من الذين فُضِّل عليهم مَن كلم الله وهو موسى عليه السلام، فالوصل يوهم أن موسى من الذين فُضِّل عليهم وليس من الذين فُضِّلوا على غيرهم.

*{مِّنْهُم}:*
نون ساكنة بعدها هاء، حكمها الإظهار.
*وحروف الإظهار:*
همز فهاء، ثم عين حاء، ثم غين خاء.

ومثاله:
*{فَمِنْهُم .. مَّنْ آمَنَ .. مِّنْ عِلْمِهِ .. سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.*

*{مِّنْهُم مَّن}:*
إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
ومثله:
*{بَعْدِهِم مِّن .. وَمِنْهُم مَّن .. رَزَقْنَاكُم مِّن}.*

*{مَّن كَلَّمَ}:*
إخفاء حقيقي.
ومثاله:
*{مَّن كَفَرَ .. أَنفِقُوا .. مِّن قَبْلِ .. بَيْعٌ فِيهِ .. مَن ذَا .. انفِصَامَ}.*

*{دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَاهم}:*
تنوين بعده واو، حكمه الإدغام الناقص، إدغام بغنة.
ومثاله:
*{أَن يَأْتِيَ .. خُلَّةٌ وَلَا .. شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ .. سِنَةٌ وَلَا .. بِشَيْءٍ مِّنْ .. فَمَن يَكْفُرْ}.*

*{وَآتَيْنَا}:*
مد بدل.
ومثاله:
*{آمَنُوا .. يَئُودُهُ}.*

*{وَلَوْ شَاءَ}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*{جَاءَتْهُمُ .. بِمَا شَاءَ}.*

*{اقْتَتَلَ}:*
قاف ساكنة فتقلقل.
ومثاله:
*{قَبْلِ .. رَزَقْنَاكُم}،* وهكذا.

*وكل حروف كلمة:*
*"قطب جد" إذا سُكِّنت فإنها تقلقل.*

*{مِن بَعْدِهِم}:*
إقلاب.
ومثاله:
*{مِّن بَعْدِ .. وَيُؤْمِن بِاللهِ}.*

*{وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا}:*
الخاء سبقت بكسر، فإنها تكون في أقل درجات التفخيم.

*{وَلَكِنَّ اللهَ}:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.

*وكل نون مشددة، أو ميم مشددة تغن بمقدار حركتين.*

*لام لفظ الجلالة: (الله)، إذا سبقت بفتح أو ضم فإنها تفخم وتغلظ، وأما إذا سبقت بكسر فإنها ترقق.*

*{يَا أَيُّهَا}:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*{آمَنُوا .. أَنفِقُوا .. اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .. لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.*

ويلحق به هنا مد الصلة الكبرى.
مثاله:
*{عِندَهُ إِلَّا .. عِلْمِهِ إِلَّا}:*
هذا مد صلة كبرى.

*{يَوْمٌ لَّا}:*
تنوين بعده لام، إدغام كامل بغير غنة.

*{تَأْخُذُهُ}:*
نحذر من قلقلة الهمزة.

وكلمة:
*{تَأْخُذُهُ سِنَةٌ}:*
مد صلة صغرى، يعامل معاملة المد الطبيعي حال الوصل.
ومثاله:
*{لَّهُ مَا .. بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ .. يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}.*

*{الْأَرْضَ}:*
الوقف على كلمة: (الأرض )، نحذر من تفخيم الهمزة قبل الراء المفخمة، فلا نقول: (الأرض)، هذا خطأ.
بل الصواب: (الأرض).

*{فِي الدِّينِ}:*
نحذر من همس الدال، فلا نقول: (في التين)، خطأ .
الصواب: أن الدال مجهورة، فنقول: (في الدين).
ثم نحرص على أن نأتي بكسرة الدال.

*{قَد تَّبَيَّنَ}:*
إدغام متجانسين صغير، إذ أن الدال والتاء يشتركان في مخرج واحد، فيسمى إدغام متجانسين.

*{الْغَيِّ}:*
الوقف على الياء المشددة.
نحذر من تمطيطها، فلا نقول: (الغيي )، خطأ .
الصواب: أن الوقف على مشدد، نقف عليها دون تمطيط فنقول: (الغيّ).

*{الْوُثْقَى}:*
نحرص على ضم الواو جيدا.

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
*التفسير:*

والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:

قال تعالى:
*{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}:*
أي: هؤلاء الرسل الكرام فضَّل الله بعضهم على بعض، بحسب ما منَّ الله به عليهم.
فمنهم مَن كلمه الله كموسى ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-، وفي هذا إثبات صفة الكلام لله -عز وجل- على الوجه اللائق بجلاله.
ومنهم مَن رفعه الله درجاتٍ عالية كمحمد -صلى الله عليه وسلم-، بعموم رسالته، وختم النبوة به، وتفضيل أمته على جميع الأمم، وغير ذلك.
وآتى الله تعالى عيسى بن مريم -عليه السلام- البينات المعجزات الباهرات:
كإبراء مَن وُلِد أعمى بإذن الله تعالى.
ومَن به برص بإذن الله.
وكإحيائه الموتى بإذن الله.
وأيده بجبريل -عليه السلام-.
ولو شاء الله ألا يقتتل الذين جاؤوا مِن بعد هؤلاء الرسل مِن بعد ما جاءتهم البينات ما اقتتلوا، ولكن وقع الاختلاف بينهم.
فمنهم مَن ثبت على إيمانه.
ومنهم مَن أصرّ على كفره.
ولو شاء الله بعد ما وقع الاختلاف بينهم، الموجب للاقتتال ما اقتتلوا، ولكن الله يوفق مَن يشاء لطاعته والإيمان به، ويخذل مَن يشاء، فيعصيه ويكفر به، فهو يفعل ما يشاء ويختار.

*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم}:*
يا من آمنتم بالله، وصدَّقتم رسوله، وعملتم بهديه، أخرجوا الزكاة المفروضة، وتصدَّقوا مما أعطاكم الله قبل مجيء يوم القيامة، حين لا بيع فيكون ربح، ولا مال تفتدون به أنفسكم مِن عذاب الله، ولا صداقة صديق تُنقذكم، ولا شافع يملك تخفيف العذاب عنكم.
والكافرون هم الظالمون المتجاوزون حدود الله.

*{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}:*
الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو، الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله، القائم على كل شيء، لا تأخذه سِنَة أي: نعاس، ولا نوم، كل ما في السماوات وما في الأرض ملك له، ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه، محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة، وما خلفهم من الأمور الماضية.
ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه.
وسع كرسيه السماوات والأرض. *والكرسي:*
هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله -سبحانه-، ولا يُثقِله -سبحانه- حفظهما، وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته، الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.
وهذه الآية أعظم آية في القرآن، وتسمى:
*<<آية الكرسي>>.*

*{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}:*
لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية، فالدلائل بيّنة يتضح بها الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله، فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى، واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له.
والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم ونياتهم، وسيجازيهم على ذلك.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*