*????الوجه الثالث والأربعون????*

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الثالث والأربعون*
*{الآيات: ٢٥٧~٢٥٩}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الثالث والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
*﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥٧﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٥٩﴾﴾.*

*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:

*{اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}:*
مد بدل يمد بمقدار حركتين، ويعامل معاملة المد الطبيعي.
ومثله كلمة:
*{آتَاهُ}.*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{يُخْرِجُهُم}:*
الخاء ساكنة، فيها صفة الرخاوة.
*والحرف الساكن ينقسم إلى:*
حرف شديد.
وإلى حرف رخو.

*فالحروف الرخوة:*
يجري فيها الصوت.
*والحروف المتوسطة:*
يجري فيها بعض الصوت.

ومثال ذلك في هذا الوجه:
*{يُخْرِجُهُم}:* الخاء.
*{يُخْرِجُونَهُم}.* الخاء.
*{الْمَشْرِقِ}:* الشين.
*{الْمَغْرِبِ}:* الغين.
*{لَبِثْتَ}:* الثاء.
*{لَحْمًا}:* الحاء.
*{شَيْءٍ}:* الياء.
*{إذ}:* الَّذِال، وهكذا.
---------
ومثال الحروف المتوسطة كلمة:
*{الْمُلْكَ}:* اللام.
*{بَعْضَ}:* العين.
*{وَانظُرْ}:* الراء.
*{قَرْيَةٍ}:* الراء، وهكذا.
---------
فالحرف الساكن لابد للقارئ أن يقف عنده وينظر:
هل هو شديد مجهور فيخرج بالقلقلة؟؟
أم هو رخو فيخرج بجريان بعض الصوت فيه؟؟
وإما أن يكون حرف شديد مهموس. مثل: (الكاف والتاء)، فيخرج بهمس الكاف، وهمس التاء، بعد صفة الشدة.

*وأما الهمزة: فهي الحرف الوحيد الشديد المجهور الذي لا يخرج لا بقلقلة ولا بهمس.*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{يُخْرِجُهُم مِّنَ}:*
إدغام مثلين صغير بغنة.
أي يغن بمقدار حركتين.
ومثله:
*{يُخْرِجُونَهُم مِّنَ}.*

*{بَل لَّبِثْتَ}:*
إدغام مثلين صغير بغير غنة.
سمي:
*إدغام لأن الأول يدغم في الثاني.*
*مثلين:لأنهم يخرجان من نفس المخرج ونفس الصفات: "ميم مع ميم"، "لام مع لام"، "دال مع دال"،* وهكذا.
*صغير لأن الأول ساكن والثاني متحرك.*
*إما أن يكون بغنة:*
*مثل:*
"الميم مع الميم".
أو:
"النون مع النون".

*وإما أن يكون بغير غنة:*
*مثل:*
"اللام مع اللام".

هذه أقسام الإدغام.
______ـــــــــــــــــــــــ ______ــــــــــــــــ______ـــــــــــــــــــــ
*{النُّورِ}:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
وكذلك الميم المشددة.
ومثاله في هذا الوجه كلمة:
*{النَّارِ فَإِنَّثمأَنَّ لِّلنَّاسِ}،* وهكذا.
<<<<
*{كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ}:*
الأول مد جائز منفصل يمد بمقدار أربع حركات، ويلحق به في هذا الوجه مد الصلة الكبرى ويمد بمقدار أربع حركات أيضا حين الوصل.
>>>>
*{رَبِّهِ أَنْ}:*
ضمير المفرد الغائب الواقع بين حرفين متحركين الثاني منهما همزة قطع يسمى مد صلة كبرى.
ويعامل معاملة المد الجائز المنفصل، ويمد بمقدار أربع حركات حال الوصل.
~~~~
*{أَوْلِيَاؤُهُمُ}:* مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله كلمة: *{أُولَئِكَ}.*
``````
كلمة:
*{أَصْحَابُ}:*
نحذر من تفخيم الهمزة قبل الصاد المفخمة.
*وكذلك كل حرف مرقق جاور حرفا مفخما، نحذر من تفخيم المرقق أو ترقيق المفخم.*
ومثاله هنا
*{أَلَمْ تَرَ}.* التاء.
*{الْمَشْرِقِ}.* نحذر من تفخيم الميم فلا نقول: (المشرق).
*{الْمَغْرِبِ}.* نحذر من تفخيم الميم أيضا.
كلمة:
*{ كَفَرَ}:*
نحذر من تفخيم الكاف والفاء فلا نقول: (قفر).
*{مَرَّ}:*
نحذر من تفخيم الميم فلا نقول: (مر).
*{بَعْضَ}:*
نحذر من تفخيم الباء والعين فلا نقول: (بعض)، هكذا.
•••••
*{هُمْ فِيهَا}:*
ميم ساكنة بعدها فاء، حكمها الإظهار الشفوي.

*{حَاجَّ}:*
مد لازم كلمي مثقل، يمد بمقدار ست حركات وصلا ووقفا.

*{أَنْ آتَاهُ}:*
إظهار حلقي.
*سمي إظهارا لأن النون تنطق وتخرج من مخرجها اللساني.خ
*وسمي حلقي: لأن حروف الإظهار كلها تخرج من الحلق.*
ومثاله:
*{خَاوِيَةٌ عَلَىيَوْمًا أَوْ}.*
><><><
*{إِبْرَاهِيمُ}:*
قلقلة.
*وكل حرف من حروف: <قطب جد>. فإنه إذا كان ¤ ساكنا يقلقل.
*إذا كان في وسط الكلمة تسمى قلقلة صغرى.*
*وإذا كان في آخر الكلمة أو سنقف عليه يسمى قلقلة كبرى.*
÷÷÷÷
*{يُحْيِي}:*
مد تمكين: "ياءين متتاليين"، أي نمكن للمد الطبيعي من زمنه فيمد بمقدار حركتين.
ومثاله: *{أُحْيِي}.*
~~~~~
*{أَنَا أُحْيِي}:*
الألف هنا عليه علامة الصفر المستطيل وتسمى في التجويد:
*<<ألفات أنا والظنونا>>.*

*هذه الألفات التي عليها الصفر المستطيل تثبت وقفا، وتحذف وصلا.*

أي أننا حين الوصل نقول: (قال أَنَا أُحْيِي)، حذفت.
أما إذا وقفنا عليها فنقول: (قال أنا)، تثبت وقفا وتسقط وصلا.
وبخصوص الألفات السبع المشار إليها, فهي ألفات تثبت في الوقف, وتحذف وصلا, ومن بينها كلمتا: قواريرا ـ أنا ـ جاء في فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد, لمؤلفه: صفوت محمود سالم:
9ـ الألفات السبع:
حكمها: تثبت وقفاً وتحذف وصلا، ًوعُبرِّ عنها بالصفر المستطيل، مواضعها: وردت في سبع كلمات:
1ـ كلمة: أَنَا في كل القرآن الكريم، مثل: إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ.
2ـ كلمة: لَكِنَّا التي في سورة الكهف: لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي {الكهف: 38} وأصلُها: لَكِنْ أَنَا.
3ـ كلمة: الظُّنُونَا في سورة الأحزاب: وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا {10}.
4ـ كلمة: الرَّسُولا في سورة الأحزاب: وَأَطَعْنَا الرَّسُولا {66}.
5ـ كلمة السَّبِيلا في الأحزاب كذلك: فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا {67}.
6ـ كلمة سَلَاسِلا في سورة الإنسان: إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ سَلَاسِلا {4} وزادوا وجهاً ثانياً في هذه الكلمة وهو حذف الألف الثَّانية وصلاً ووقفاً.
7ـ كلمة قَوَارِيرَا الأولى في سورة الإنسان: وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا {15}. قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا
فإذا وقفنا على هذه الكلمات أثبتنا الألف، وإذا وصلنا هذه الكلمات مع ما بعدها حذفنا الألف. انتهى.

*وأما إذا كان عليها علامة الصفر المستدير فإنها تحذف وصلا ووقفا.*
مثاله كلمة:
*{ماْئة}.*
في هذا الوجه فإن الألف فيها تحذف وصلا ووقفا.
××××
*{يَأْتِي}:*
نحذر من قلقلة الهمزة.
ومثاله كلمة: *{فَأْتِ}.*
~~~~~~
*{قَرْيَةٍ وهي}:*
إدغام بغنة، يغن بمقدار حركتين.
~~~~~
*{عَامٍ ثُمَّ}:*
إخفاء حقيقي.
ومثاله:
*{يَوْمٍ قَالَ ، عَامٍ فَانظُرْ}.*
وكلمة:
*{فَانظُرْلَحْمًا فَلَمَّاشَيْءٍ قَدِيرٌ}.*
><><
*{ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ}:*
مد صلة صغرى.
أي أن ضمير المفرد الغائب وقع بين حرفين متحركين الثاني منهما ليس همزة قطع.
~~~~
*{آيَةً لِّلنَّاسِ}:*
إدغام كامل صغير بغير غنة.
*سمي إدغاما: لأن الحرف الأول يدغم في الثاني.*
*صغير: لأن الأول ساكن والثاني متحرك.*
*كامل: لأن الأول لم يبق فيه أي صفة من صفاته.*
*بغير غنة: لأنه ليس فيه غنة.*

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
~~~~~
*التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسيرها من كتاب التفسير الميسّر:

قال تعالى:
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}:*
أي: الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه، يخرجهم من ظلمات الكفر، إلى نور الإيمان.
والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله.
يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر، أولئك أصحاب النار الملازمون لها، هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.
○●○

*{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ}:*
أي: هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم -عليه السلام- في توحيد الله تعالى وربوبيته؛ لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟
فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا، ويسلبها الحياة فتموت، فهو المتفرد بالإحياء والإماتة.
قال: أنا أحيي وأميت، أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه، وأستبقي مَن أردت استبقاءه.
فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق، فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب.
فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته، شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب.
●○●

*{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ}:*
أو هل رأيت -أيها الرسول- مثل الذي مرَّ على قرية قد تهدَّمت دورها، وخَوَتْ على عروشها، فقال: كيف يحيي الله هذه القرية بعد موتها؟
فأماته الله مئة عام، ثم ردَّ إليه روحه، وقال له: كم قدر الزمان الذي لبثت ميتًا؟ قال: بقيت يومًا أو بعض يوم، فأخبره بأنه بقي ميتًا مئة عام، وأمره أن ينظر إلى طعامه وشرابه.
وكيف حفظهما الله من التغيُّر هذه المدة الطويلة، وأمره أن ينظر إلى حماره كيف أحياه الله بعد أن كان عظامًا متفرقة؟
وقال له: ولنجعلك آية للناس، أي: دلالة ظاهرة على قدرة الله على البعث بعد الموت، وأمره أن ينظر إلى العظام كيف يرفع الله بعضها على بعض، ويصل بعضها ببعض، ثم يكسوها بعد الالتئام لحمًا، ثم يعيد فيها الحياة؟
فلما اتضح له ذلك عِيانًا اعترف بعظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وصار آية للناس.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*