*????الوجه الرابع والأربعون????*

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الرابع والأربعون*
*{الآيات: ٢٦٠~٢٦٤}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الرابع والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
*﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٦٢﴾ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿٢٦٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦٤﴾﴾.*
=_=_=_=_=_=_=_

*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:

*{وَإِذْ}:*
الذال ساكنة فيها صفة الرخاوة.
ومثاله:
*{تُحْيِي}:* الحاء.
*{فَخُذْ}:* الذال.
*{جُزْءًا}:* الزاي عند حفص.
*{يَحْزَنُونَ}:* الحاء.
*{صَفْوَانٍ}:* الفاء.
*{يَهْدِي}:* الهاء.

*{إِبْرَاهِيمُ}:*
الباء الساكنة فيها صفة القلقلة.
ومثاله:
*{أَجْرُهُمْلِّيَطْمَئِنَّاجْعَلْ ادْعُهُنَّسَبْعَتُبْطِلُوايَقْدِرُونَ}.*

*وكذلك كل حروف:《 قطب جد 》،إذا سُكِّنت فإنها تقلقل.*

*{قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن}:*
الميم ساكنة فيها صفة التوسط.
مثال كلمة:
*{قَلْبِي}:* اللام.
*{أَرْبَعَةً}:* الراء.
*{فَصُرْهُنَّ}:* الصاد.
*{اجْعَلْ}:* اللام.
*{وَاعْلَمْ}:* الميم، وهكذا.

*{تُؤْمِن}:*
الهمزة ساكنة، وهي حرف شديد مجهور، إلا أنها ليست مقلقلة، فنحذر من قلقلة الهمزة.

*{تُؤْمِن قَالَ}:*
إخفاء حقيقي.
ومثاله:
*{جُزْءًا ثُمَّ}.*
أو:
*{جُزُءًا ثُمَّ}:* إخفاء
*{يُنفِقُونَ أَنفَقُوا عِندَ مِّن صَدَقَةٍ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ}.*

*{وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ}:*
نون ساكنة بعدها لام، حكمها الإدغام الكامل، إدغام بغير غنة.
ومثاله:
*{وَلَا أَذًى لَّهُمْ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ}.*

*{أَرْبَعَةً مِّنَ}:*
إدغام بغنة.
ومثاله:
*{جَبَلٍ مِّنْهُنَّ ● سَعْيًا وَاعْلَمْ ● سُنبُلَةٍ مِّائَةُ ● حَبَّةٍ وَالله ● لِمَن يَشَاءُ ● مَنًّا وَلَا ● قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ● مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ ● خَيْرٌ مِّن ● صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا}.*

كلمة:
*{جُزْءًا}:*
يقرؤها الإمام شعبة بضم الزاي:《جُزُءًا》.
وأما الإمام حفص فيقرؤها بسكون الزاي:《جُزْءًا》.

*{عَزِيزٌ حَكِيمٌ}:*
إظهار حلقي.
ومثاله:
*{حَبَّةٍ أَنبَتَتْوَاسِعٌ عَلِيمٌوَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْوَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌغَنِيٌّ حَلِيمٌصَفْوَانٍ عَلَيْهِ}.*

*{أَنبَتَتْ}:*
إقلاب.
ومثاله:
*{سُنبُلَةٍ}.*

*{وَاعْلَمْ أَنَّ}:*
إظهار شفوي.
ومثاله:
*{أَمْوَالَهُمْ فِي ☆ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ ☆ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ ☆ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ}.*

*{صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ}:*
إخفاء شفوي.

*{يَشَاءُ}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله كلمة:
*《 رِئَاءَ 》.*

*{يَتْبَعُهَا أَذًى}:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*《يَا أَيُّهَا ☆ وَلَا أَذًى 》.*

*{آمَنُوا}:*
مد بدل.
ومثاله:
*{الْآخِرِ}.*

وأما كلمة:
*{ رِئَاءَ}:*
فاجتمع فيها مدان:
� المد الأول: مد بدل.
� والمد الثاني: مد واجب.

*وإذا اجتمع مدان، فالحكم للأقوى منهما.*
*والمد الواجب، أقوى من مد البدل، لذلك فتمد أربع حركات.*

كلمة:
*{مِّائَةُ}:*
نلاحظ أن الألف عليها علامة الصفر المستدير°. وهذا معناه أن الحرف يحذف وصلا ووقفا فنقول: (مئة).

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
*التفسير:*

والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:


قال تعالى:
*{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}:*
أي: واذكر -أيها الرسول- طلب إبراهيم من ربه أن يريه كيفية البعث.
فقال الله له: أَوَلم تؤمن؟
قال: بلى، ولكن أطلب ذلك لأزداد يقينًا على يقيني.
قال: فخذ أربعة من الطير فاضممهن إليك، واذبحهن وقطعهن، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا، ثم نادِيهن يأتينك مسرعات.
فنادى إبراهيم -عليه السلام-، فإذا كل جزء يعود إلى موضعه، وإذا بها تأتي مسرعة.
واعلم أن الله عزيز لا يغلبه شيء، حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.


*{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله}:*
أي: ومِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله.
ومثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة، فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب، لكل واحدة سنبلة، في كل سنبلة مئة حبة.
والله يضاعف الأجر لمن يشاء، بحسب ما يقوم بقلب المنفِق من الإيمان والإخلاص التام.
وفضل الله واسع، وهو سبحانه عليم بمن يستحقه، مطلع على نيات عباده.


*{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله}:*
الذين يخرجون أموالهم في الجهاد وأنواع الخير، ثم لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات مَنّاً على مَن أعطَوه ولا أذى بقول أو فِعْلٍ يشعره بالتفضل عليه، لهم ثوابهم العظيم عند الله، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على شيء فاتهم في هذه الدنيا.


*{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ}:*
كلام طيب يُرَدّ به السائل، وعفو عما بدر مِنه من إلحاح في السؤال، خير من صدقة يتبعها من المتصدق أذى وإساءة.
والله غني عن صدقات العباد، حليم لا يعاجلهم بالعقوبة.


*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم}:*
يا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى، فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس، فيُثنوا عليه، وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر.
فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب، فتركه أملسا لا شيء عليه.
فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله، ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه.
والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*