???? *الوجه الخامس والأربعون*????

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الخامس والأربعون*
*{الآيات: ٢٦٥~٢٦٩}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الخامس والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
*﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٢٦٥﴾ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢٦٦﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٢٦٧﴾ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٦٩﴾﴾.*
□○□○□○
*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:

*{يُنفِقُونَ}:*
إخفاء حقيقي.

*وآلية الإخفاء:*
أننا نقف عند مخرج الحرف التالي لحرف النون، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
ومثاله :-
*{أَنفُسِهِمْ ○ وَابِلٌ فَآتَتْ ● وَابِلٌ فَطَلٌّ ○ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي ● مِن تَحْتِهَا ○ مِن كُلِّ ● إِعْصَارٌ فِيهِ ● نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ○ مِن طَيِّبَاتِ ● أَن تُغْمِضُوا ○ خَيْرًا كَثِيرًا}.*

*ونلاحظ أن غنة الإخفاء:* تتبع ما بعدها من حيث التفخيم والترقيق.

*{أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ}:*
نحرص على ضمة ميم الجمع.

*{ابْتِغَاءَ}:*
الباء ساكنة فتقلقل.
ومثاله كلمة:
*{بِرَبْوَةٍ ● يُصِبْهَا ○ تَجْرِي ● كَسَبْتُمْ ○ الْفَقْر● فَقَدْ ○ أَخْرَجْنَا}.*

*وكل حرف من حروف: "قطب جد"، إذا سُكِّن فإنه يقلقل.*

*{ابْتِغَاءَ}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*《بِالْفَحْشَاءِ ● يَشَاءُ》،* وهكذا.

*{جَنَّةٌ بِرَبْوَةٍ}:*
إقلاب.

*{بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا}:*
إظهار حلقي.
ومثاله كلمة:
*《الْأَنْهَارُ ● مِنْهُ ○ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ● وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.*

*والإظهار يكون في كلمة أو كلمتين.*
*وكذلك الإخفاء والإقلاب.*
*أما الإدغام: إدغام النون الساكنة والتنوين، فلا يكون إلا في كلمتين.*

*{وَتَثْبِيتًا مِّنْ}:*
إدغام كامل بغنة.
ومثاله:
*《جَنَّةٌ من ● مِّن نَّخِيلٍ ○ مَّغْفِرَةً مِّنْهُ》.*

إدغام ناقص بغنة:
*{نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ◇ وَفَضْلًا وَالله ◇ مَن يَشَاءُ ◇ وَمَن يُؤْتَ ◇ كَثِيرًا وَمَا}.*

إدغام كامل بغير غنة:
*《فَإِن لَّمْ》.*

كلمة:
*{فَطَلٌّ}:*
الوقف على اللام الساكنة، نحرص فيه على توسط اللام.

كلمة:
*{ بِآخِذِيهِ}:*
مد بدل.
مثاله:
*{أُوتِيَ فَآتَتْ آمَنُوا}.*

*{أَحَدُكُمْ أَن}:*
إظهار شفوي.
مثاله:
*{أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ ☆ لَّمْ يُصِبْهَا ☆ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ☆ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا}.*

كلمة:
*{وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ}:*
إخفاء شفوي.
ومثاله:
*{وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ}*

إدغام مثلين صغير:
*{لَكُم مِّنَ ¤ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً}،* وهكذا.

كلمة:
*《أَخْرَجْنَا 》:*
نحذر من تفخيم الهمزة.
وكذلك كلمة:
*《الْأَرْضِ》.*

كلمة:
*《وَفَضْلًا》:*
نحذر من تفخيم الفاء.

:
*《مَّغْفِرَةً》:*
نحذر من تفخيم الميم.

*وهكذا.. كل حرف مرقق جاور حرفا مفخمًا.*
كلمة:
*{يَعِدُكُم}*
نحذر من اختلاس كسرة العين، فلا نقول: (يَعْدُكُم).
والصواب: (يَعِدُكُم).

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.

*التفسير:*

والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسيرها من كتاب التفسير الميسّر:

قال تعالى:
*{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ}:*
أي: ومثل الذين ينفقون أموالهم طلبًا لرضا الله واعتقادًا راسخًا بصدق وعده.
كمثل بستان عظيم بأرض عالية طيبة هطلت عليه أمطار غزيرة، فتضاعفت ثمراته.
وإن لم تسقط عليه الأمطار الغزيرة فيكفيه رذاذ المطر ليعطي الثمرة المضاعفة.
وكذلك نفقات المخلصين تُقبل عند الله وتُضاعف، قلَّت أم كثُرت، فالله المُطَّلِع على السرائر، البصير بالظواهر والبواطن، يثيب كلا بحسب إخلاصه.

*{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ}:* إلى آخره:
أي: أيرغب الواحد منكم أن يكون له بستان فيه النخيل والأعناب، تجري من تحت أشجارِه المياه العذبة.
وله فيه من كل ألوان الثمرات، وقد بلغ الكِبَر، ولا يستطيع أن يغرس مثل هذا الغرس، وله أولاد صغار في حاجة إلى هذا البستان وفي هذه الحالة هبَّت عليه ريح شديدة، فيه نار محرقة فأحرقته.
وهكذا حال غير المخلصين في نفقاتهم، يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم.
بمثل هذا البيان يبيِّن الله لكم ما ينفعكم؛ كي تتأملوا، فتخلصوا نفقاتكم لله.

*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَاكَسَبْتُمْ}:*
يا من آمنتم بي، واتبعتم رسلي، أنفقوا من الحلال الطيب الذي كسبتموه ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تقصدوا الرديء منه لتعطوه الفقراء، ولو أُعطِيتُموه لم تأخذوه إلا إذا تغاضيتم عما فيه من رداءة ونقص.
فكيف ترضون لله ما لا ترضونه لأنفسكم؟
واعلموا أن الله الذي رزقكم غني عن صدقاتكم، مستحق للثناء، محمود في كل حال.

*{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}:*
هذا البخل واختيار الرديء للصدقة من الشيطان الذي يخوفكم الفقر، ويغريكم بالبخل، ويأمركم بالمعاصي ومخالفة الله تعالى، والله -سبحانه وتعالى- يعدكم على إنفاقكم غفرانًا لذنوبكم ورزقا واسعا.
والله واسع الفضل، عليم بالنيّات والأعمال.

*{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ}:*
يؤتي الله الإصابة في القول والفعل مَن يشاء من عباده.
ومن أنعم الله عليه بذلك فقد أعطاه خيرًا كثيرًا.
وما يتذكر هذا وينتفع به إلا أصحاب العقول المستنيرة بنور الله وهدايته.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*