???? *الوجه السادس والأربعون*????

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه السادس والأربعون*
*{الآيات: ٢٧٠~٢٧٤}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه السادس والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-

((الحمد لله، الذي نحمده ونستعينه، ونعوذ به من سيئات أعمالنا، ونعوذ به من شرور أنفسنا، فمن يهديه الله عز وجل فلا يكن له مضل، ومن يضلله الله سبحانه وتعالى فلا يكن له هادي، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، أما بعد..

قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
*﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٢٧٠﴾ إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿٢٧١﴾ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٢﴾ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٢٧٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٤﴾﴾.*


*أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:-
-:-:-:-:-:-:-:-::-:-:-:-:-:-:-:

*{وَمَا أَنفَقْتُم}:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.

*{أَنفَقْتُم}:*
إخفاء حقيقي، وبعض الناس يلحنُ في الإخفاء الحقيقي، فيخرجه وكأنه إظهار بغنة، فيقول: (أنفقتم)، هذا خطأ .
بل الصواب:
*أن في الإخفاء لا عمل للسان فيه، وإنما نقف عند مخرج الحرف التالي لحرف النون، ثم نخرج غنة من الخيشوم.*
ومثاله في هذا الوجه:
*{نَّذْرٍ فَإِنَّ الله أَنصَارٍ إِن تُبْدُوا عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَمَا تُنفِقُوا ضَرْبًا فِي وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ}:* وهكذا.

*{أَنفَقْتُم}:*
نحذر من تفخيم الهمزة.

*وكذلك كل حرف مرقق جاور حرفا مفخما، فنحذر من تفخيم مرققٍ، أو ترقيق المفخم.*

ومثال ذلك كلمة:
*{نَذَرْتُم}:*
نحذر من قولنا: (نظرتم).
كلمة:
*{أَنصَارٍ}:*
نحذر من أن تُقرَأ: (أنصار).

*{تُظْلَمُونَ}:*
نحذر من تفخيم التاء واللام، فلا نقول: (طظلمون).

*{لَا يَسْتَطِيعُونَ}:*
نحذر من تفخيم الياء والسين والتاء، فلا نقول: (يصططيعون).

*{الْأَرْضِ}:*
نحذر من تفخيم الهمزة واللام والهمزة، فلا نقول: (الأرض)، وهكذا.

*{أَنفَقْتُم مِّن}:*
إدغام مثلين صغير.
ومثاله:
*{أو نَذَرْتُم مِّن عَنكُم مِّن}.*

*{مِّن نَّفَقَةٍ أو}:*
إظهار حلقي.
ومثاله:
*{مِنْ أَنصَارٍ مِنْ خَيْرٍ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}.*

*{مِّن نَّذْرٍ}:*
إدغام بغنة.
ومثاله:
*{مَن يَشَاءُ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلْحَافًا وَمَا تنفقوا سِرًّا وَعَلَانِيَةً}.*

*{فَإِنَّ اللهَ}:*
لام لفظ الجلالة قبلها مفتوح فتغلظ.
ومثاله:
*{وَالله وَلَكِنَّ الله}.*

*أما إذا سبقت بكسر، فإنها ترقق.*
ومثال ذلك:
*{وَجْهِ اللهِ في سَبِيلِ اللهِ}.*

*{إِن تُبْدُوا}:*
قلقلة الباء.
مثاله:
*{ابْتِغَاءَ وَجْهِ أَجْرُهُمْ}.*

*{فَنِعِمَّا}:*
هذه الكلمة:
يقرؤها *"الإمام شعبة"*، بسكون العين، وهو المقدم: (فنعْمّا)، ونضبطها بقولنا: (نعم العبد فنعما)، هكذا.

*أو باختلاس زمنها، أي ثلثي الحركة، فنقول: (فنعما).*

*وأما "الإمام حفص"، فيقرؤها بحركة كاملة مشبعة فيقول: (فَنِعِمَّا).*

*{وَتُؤْتُوهَا}:*
الهمزة ساكنة، فنحذر من قلقلتها.

*{الفقراء}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*{ابْتِغَاءَ لِلْفُقَرَاءِ أَغْنِيَاءَ}.*

*{خَيْرٌ لَّكُمْ}:*
إدغام كامل بغير غنة.
ومثاله حين الوصل:
*{وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}.*

*{وَيُكَفِّرُ}:*
*قرأها الإمام شعبة: (وَنٌكَفِّرُ عَنكُم)، بالنون بدلا من الياء.*

*وأما الإمام حفص فقرأها بالياء: (وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن).*

*{تَعْمَلُونَ}:*
نحرص على أن نأتي بزمن توسط العين.

*وكذلك كل حرف من حروف كلمة: (لن عمر).*
ومثاله:
*{لِلْفُقَرَاءِ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ}.*
*{ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ}:* الراء.
*{تَعْرِفُهُم}،* وهكذا.

كلمة:
*{يَهْدِي}:*
الهاء ساكنة فيها صفة الرخاوة.

*والرخاوة:*
جريان الصوت حين النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه.
ومثاله:
*{تُظْلَمُونَ أُحْصِرُوا يَسْتَطِيعُونَ أَغْنِيَاءَ}.*

*{تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ}:*
إخفاء شفوي.
ومثاله:
*《أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ》.*

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
*التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:

قال تعالى:
*{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ}:* إلى آخر الآية:
أي: وما أعطيتم من مال أو غيره، قليل أو كثير، تتصدقون به ابتغاء مرضاة الله، أو أوجبتم على أنفسكم شيئًا من مال أو غيره.
فإن الله يعلمه، وهو المُطَّلِع على نياتكم، وسوف يثيبكم على ذلك.
ومَن منع حق الله فهو ظالم، والظالمون ليس لهم أنصار يمنعونهم من عذاب الله.

*{إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}:*
إن تظهروا ما تتصدقون به لله فنِعْمَ ما تصدقتم به.
وإن تسرُّوا بها، وتعطوها الفقراء فهذا أفضل لكم؛ لأنه أبعد عن الرياء، وفي الصدقة -مع الإخلاص- محو لذنوبكم.
والله الذي يعلم دقائق الأمور، لا يخفى عليه شيء من أحوالكم، وسيجازي كلا بعمله.

*{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}:*
لست -أيها الرسول- مسؤولا عن توفيق الكافرين للهداية، ولكن الله يشرح صدور مَن يشاء لدينه، ويوفقهم له.
وما تبذلوا من مال يَعُدْ عليكم نَفْعُه من الله.
والمؤمنون لا ينفقون إلا طلبًا لمرضاة الله.
وما تنفقوا من مال -مخلصين لله- توفَوا ثوابه.
ولا تُنْقَصُوا شيئا من ذلك. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى على ما يليق به -سبحانه-.

*{لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ الله}:*
اجعلوا صدقاتكم لفقراء المسلمين الذين لا يستطيعون السفر؛ طلبًا للرزق لاشتغالهم بالجهاد في سبيل الله، يظنهم مَن لا يعرفهم غير محتاجين إلى الصدقة؛
لتعففهم عن السؤال، تعرفهم بعلاماتهم وآثار الحاجة فيهم، لا يسألون الناس بالكُليَّة.
وإن سألوا اضطرارًا لم يُلِحُّوا في السؤال.
وما تنفقوا مِن مال في سبيل الله فلا يخفى على الله شيء منه.
وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمَّه يوم القيامة.

*{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}:*
الذين يُخْرجون أموالهم مرضاة لله ليلا ونهارًا مسرِّين ومعلنين، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
ذلك التشريع الإلهي الحكيم هو منهاج الإسلام في الإنفاق، لما فيه مِن سدِّ حاجة الفقراء في كرامة وعزة.
وتطهير مال الأغنياء.
وتحقيق التعاون على البر والتقوى؛ ابتغاء وجه الله دون قهر أو إكراه.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*