???? *الوجه السابع والأربعون*????

*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه السابع والأربعون*
*{الآيات: ٢٧٥~٢٨١}*

┈┉━❋❋━┉┈

*بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.*

*أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه السابع والأربعين*

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-


قال تعالى:
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
*﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٨٠﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾﴾.*

-*-*-*-*-*-*-*-*
*أحكام التجويد:*

والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:


كلمة:
*{يَأْكُلُونَ}:*
فيها همزة ساكنة، والهمزة حرف شديد مجهور، لذلك نحذر من قلقلتها.

*{يَقُومُونَ}:*
نحرص على أن نأتي بزمن المد الطبيعي.
مثاله:
*{فَانتَهَى فَلَهُ}.* والأمثلة كثيرة.

*{يَتَخَبَّطُهُ}:*
نحذر من تفخيم الحروف قبل الخاء، فلا نقول: {يَتَخَبَّطُهُ}، أو نفخم الباء، لأنها وقعت بين الخاء والطاء.
فعلى الجملة إذا جاور حرفٌ مرققٌ حرفاً مفخماً، نحذر من تفخيم المرقق.

مثال مثلا كلمة:
*{الشَّيْطَانُ}:*
فنحذر من قولنا: {الشَّيْطَانُ}.
*{أَصْحَابُ}:* فلا نقول: {أَصْحَابُ}.
*{النَّارِ}:* لا نقول: {النَّارِ}.
*{كَفَّارٍ}:* لا نقول: {كَفَّارٍ}.
*{يَمْحَقُ}:* لا نقول: {يَمْحَقُ}.
*{الصَّدَقَاتِ}:* لا نقول: {الصَّدَقَاتِ}، وهكذا.

كلمة:
*{الْمَسِّ}:*
اللام ساكنة فيها صفة التوسط، وهو جريان بعض الصوت.
والسين إذا وقفنا عليها، ففيها صفة الهمس وصفة الرخاوة.

*وهكذا كل حرف ساكن أو مشدد، يجب على القارئ أن ينتبه لذلك.*

فإن الحرف إما:
*أنه شديد مجهور فيقلقل.*
مثل حروف: ((قطب جد)) ما عدا الهمزة.
أو:
*شديد مهموس.*
مثل: الكاف والتاء، وهمس الكاف بعد صفة الشدة.
أو:
*أنه رخو، أو فيه صفة التوسط.*
وكلاهما معناه: جريان الصوت حين النطق بالحرف.
*سواء صفة التوسط:*
جريان بعض الصوت.
أو:
*صفة الرخاوة:*
جريان الصوت.
لذلك فننتبه:
إما أن يخرج الحرف بالقلقلة.
أو بالهمس، كالكاف والتاء.
أو أنه يخرج بجريان الصوت، كباقي الحروف.

حروف شديدة مجهورة فيها القلقلة مثل:
الجيم: {أَجْرُهُمْ}.
{تُبْتُمْ}.

أو حرف شديد مهموس بالتاء: *{كَسَبَتْ}.*

حرف رخو
مثل: *{الْمَسِّ}.*
*{الصَّالِحَاتِ}:* الصاد.
*{تَظْلِمُونَ}.*
*{تُظْلَمُونَ}.*
*{تُوَفَّى}.*
*{تَفْعَلُوا}.*
*{يَحْزَنُونَ}.*

حرف فيه صفة التوسط، حروف: ((لن عمر)).
*{بِأَنَّهُمْ قَالُوا}:* الميم.

أي: *ميم ساكنة مظهرة، أو نون ساكنة مظهرة، ففيها صفة التوسط.*

*{يَمْحَقُ}.*
*{وَيُرْبِي}:* الراء، وهكذا.

*{ بِأَنَّهُمْ}:*
نحرص على أن نأتي بكسرة الباء.

*{ مَوْعِظَةٌ}:* كسرة العين.
*{ رَّبِّهِ}:* كسرة الباء والهاء.
*{ بَقِيَ}:* كسرة القاف.
*{ بِحَرْبٍ}:* كسرة الباء.
*{ تَظْلِمُونَ}:* كسرة اللام.
*{ فَنَظِرَةٌ}:* كسرة الظاء، وهكذا.

*{قَالُوا إِنَّمَا}:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات على الراجح من أقوال العلماء.
ومثاله:
*{يَا أَيُّهَا مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم}.*

ويلحق به مد الصلة الكبرى:
*{وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ}:* حال الوصل.

وكلمة:
*{قَالُوا}:*
نحذر من النبر، فلا نفصلها ونقول: {قَالُوا}، خطأ .
الصواب: {قَالُوا} كلمة واحدة
*{الرِّبَا}:*
الراء حرف مشدد مكسور، فنحذر من تفخيم بعضها فلا نقول: {الرِّبَا}، خطأ .
{الرِّ رِ، الرِّبَا}، هكذا.

*{وَأَحَلَّ اللهُ}:*
لام لفظ الجلالة قبلها مفتوح أو مضموم فإنها تغلظ، وأما إذا سبقت بكسر فإنها ترقق.
ومثاله:
*{إِلَى اللهِ يَمْحَقُ اللهُ وَاللهُ اتَّقُوا اللهَمِّنَ اللهِ}،* وهكذا.

*{فَمَن جَاءَهُ}:*
إخفاء حقيقي.
ومثاله:
*{فَانتَهَى عِندَ إِن كُنتُم وَإِن تُبْتُمْ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَة وَأَن تَصَدَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ}،* وهكذا.

*{جَاءَهُ}:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*{فَأُولَئِكَ}:*
لكن المد فيه لحن خفي، قد يقع فيه البعض، ألا وهو أنه قد يفخم المد في نهايته، فيبدأ بالمد مرقق ثم يفخمه كأن يقول: {جَاءَهُ}، أو {فَأُولَئِكَ}، وهكذا.

*{هُمْ فِيهَا}:*
إظهار شفوي.
ومثاله:
*{يَمْحَقُ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}،* وهكذا الأمثلة كثيرة.

*{كَفَّارٍ أَثِيمٍ}:*
إظهار حلقي.
ومثاله:
*{وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فَنَظِرَةٌ إِلَى}.*

*{فَأْذَنُوا}:*
قرأها الإمام حفص: *{فَأْذَنُوا}.*
وقرأها الإمام شعبة: *{فَآذِنُوا}.*



*{وَآتَوُا الزَّكَاةَ}:*
نحرص على أن نضم الواو جيدا، فلا نقول: {وَآتَوُا الزَّكَاةَ}، ولا نقول: {وَأتَوُا الزَّكَاةَ}، خطأ .
{وءاتوُا، وَآتَوُا الزَّكَاةَ}.

*{وَآتَوُا}:*
مد بدل.
مثاله:
*{آمَنُوارُءُوسُفَآذِنُوا}، على قراءة شعبة.

*{خَيْرٌ لَّكُمْ}:*
إدغام كامل بغير غنة.
ومثاله:
*{مِّن رَّبِّهِ}.*

*{نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ}:*
إدغام بغنة.
ومثاله:
*{مَوْعِظَةٌ مِّن}.*

هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذه الآيات.
-*-*-*-
*التفسير:*

والآن ننتقل سوياً إلى قراءة تفسيرها من كتاب التفسير الميسّر:

قال تعالى:
*{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا}:* إلى آخر الآية:
الذين يتعاملون بالربا -وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون؛ ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا، في أن كُلاً منهما حلال، ويؤدي إلى زيادة المال، فأكذبهم الله، وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا؛ لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات، ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع، فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه، وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه، فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين، ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه، فقد استوجب العقوبة، وقامت عليه الحجة، ولهذا قال سبحانه: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).


*{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا}:*
يذهب الله الربا كله، أو يحرم صاحبه بركة ماله، فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويُكَثِّرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين، ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مُصِرٍّ على كفره، مُسْتَحِلٍّ أكل الربا، متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله.


*{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}:*
إن الذين صدقوا الله ورسوله، وعملوا الأعمال الطيبة، وأدَّوا الصلاة كما أمر الله ورسوله، وأخرجوا زكاة أموالهم، لهم ثواب عظيم خاص بهم عند ربهم ورازقهم، ولا يلحقهم خوف في آخرتهم، ولا حزن على ما فاتهم من حظوظ دنياهم.


*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}:*
يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله خافوا الله، واتركوا طلب ما بقي لكم من زيادة على رؤوس أموالكم التي كانت لكم قبل تحريم الربا، إن كنتم محققين إيمانكم قولاً وعملاً.


*{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا}:*
فإن لم ترتدعوا عما نهاكم الله عنه فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله، وإن رجعتم إلى ربكم وتركتم أَكْلَ الربا فلكم أَخْذُ ما لكم من ديون دون زيادة.
لا تَظْلمون أحدًا بأخذ ما زاد على رؤوس أموالكم، ولا يظلمكم أحد بنقص ما أقرضتم.


*{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}:*
وإن كان المدين غير قادر على السداد فأمهلوه إلى أن ييسِّر الله له رزقًا فيدفع إليكم مالكم، وإن تتركوا رأس المال كله أو بعضه وتضعوه عن المدين فهو أفضل لكم، إن كنتم تعلمون فَضْلَ ذلك، وأنَّه خير لكم في الدنيا والآخرة.


*{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله}:*
واحذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله، وهو يوم القيامة، حيث تعرضون على الله ليحاسبكم، فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم.
وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية، تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.

*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*