الوجه الثامن

*الوجه الثامن*
┈┉━❋❋━┉┈

*بسم ـ والحمد لله والصلاة والسلام على رسول ـ . *

*أما بعد:*
*_اليوم بمشيئة ـ تعالى موعدنا مع:

*الوجه الثامن*
{الآيات: ٤٩~٥٧}.

من:
*ختمة الإمام عاصم*
-رحمه ـ تعالى- *

*قال تعالى:*
*أعوذ ب ـ من الشيطان الرجيم*
*﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ {٤٩} وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ {٥٠} وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ {٥١} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {٥٢} وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {٥٣} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {٥٤} وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى ـ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ {٥٥} ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {٥٦} وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {٥٧}﴾.*

*أحكام التجويد:*

*والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:*

* ـ [[وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم]]:*
ـ *(وإذ)* الذال حرف رخو مجهور، لا بد أن نأتي فيه بصفة الجهر وصفة الرخاوة.

ـ فلا نقول: (وإذء) نقلقلها ولا نقول: (وإذس) نهمسها.
الصواب أن الذال مجهورة رخوة فنقرؤها: (وإذذ).
(وإذذ وإذذ نجيناكم)، هكذا.

* ـ [[نَجَّيْنَاكُم مِّنْ]]:*
ـ ميم ساكنة بعدها ميم متحركة إدغام مثلين صغير، يدغم الأول الساكن منهما في المتحرك الثاني، فتصير وكأنها ميم مشددة تغن بمقدار حركتين.

* ـ [[ مِّنْ آلِ]]:*
ـ نون ساكنة بعدها همزة حكمها الإظهار.

* ـ [[فِرْعَوْنَ]]:*
ـ راء ساكنة قبلها مكسور ترقق الراء: (فرِعون).

* ـ [[سُوءَ]]:*
ـ مد واجب متصل يمد بمقدار أربع حركات

* ـ [[يُذَبِّحُونَ]]:*
ـ نحقق كسرة الباء، فلا نقول: (يذبحون يذابا)، خطأ.
الصواب: (يذبِحون).

* ـ [[أَبْنَاءَكُمْ]]:*
ـ الباء ساكنة تقلقل.
و ألف مد بعده همزة في نفس الكلمة يسمى مد واجب متصل يمد بمقدار أربع حركات.

* ـ [[أَبْنَاءَكُمْ وَ]]:*
ـ ميم ساكنة بعدها واو حكمها الإظهار الشفوي.

* ـ [[ذَلِكُم بَلَاءٌ]]:*
ـ ميم ساكنة بعدها باء حكمها الإخفاء الشفوي.

* ـ [[بَلَاءٌ مِّن]]:*
ـ تنوين بعده ميم حكمه الإدغام بغنة.

* ـ [[مِّن رَّبِّكُمْ]]:*
ـ نون ساكنة بعدها راء حكمها الإدغام بغير غنة.

* ـ [[وَإِذْ فَرَقْنَا]]:*
ـ القاف ساكنة تقلقل.

* ـ [[فَأَنجَيْنَاكُمْ]]:*
ـ نون ساكنة بعدها جيم حكمها الإخفاء.

* ـ [[وَأَغْرَقْنَا]]:*
ـ نحذر من تفخيم الهمزة ونحرص على أن نأتي برخاوة الغين.

* ـ [[وَأَغْرَقْنَا آلَ]]:*
ـ مد جائز منفصل يمد بمقدار أربع حركات.

* ـ [[وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ]]:*
ـ كلاهما إخفاء حقيقي.

* ـ [[أَرْبَعِينَ]]:*
ـ نحذر من تفخيم الهمزة إذ أنها جاورت الراء المفخمة.

* ـ [[لَيْلَةً ثُمَّ]]:*
ـ تنوين بعده ثاء حكمه الإخفاء.

* ـ [[اتَّخَذْتُمُ]]:*
ـ هذه الكلمة يقرؤها الإمام شعبة بإدغام الذال في التاء فيقرؤها: (ثم اتختُّم).

ـ الإمام حفص فعنده الذال مظهرة فيقرؤها: (ثم اتخذتم). وقد قرأنا بالوجهين أثناء التلاوة.

* ـ [[مِن بَعْدِهِ]]:*
ـ إقلاب النون الساكنة إلى ميم ساكنة ثم إخفاء الميم الساكنة في الباء بعدها.

* ـ هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه وعلى ذلك نقيس باقي الأحكام.*

*التفسير*

*والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات:*

* ـ قال تعالى
* ـ {{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ..}}:* إلى آخر الآية:

ـ أي واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه، وهم يُذيقونكم أشدَّ العذاب، فيُكثِرون مِن ذَبْح أبنائكم، وترك بناتكم للخدمة والامتهان.

وفي ذلك اختبار لكم من ربكم، ـ وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة، تستوجب شكر ـ تعالى في كل عصوركم وأجيالكم.

* ـ {{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ}}:* إلى آخر الآية:
ـ واذكروا نعمتنا عليكم، حين فَصَلْنا بسببكم البحر، وجعلنا فيه طرقًا يابسةً، فعبرتم، وأنقذناكم من فرعون وجنوده، ومن الهلاك في الماء.

ـ فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم.

* ـ {{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً..}}:* إلى آخر الآية:

ـ واذكروا نعمتنا عليكم: حين واعدنا موسى أربعين ليلة لإنزال التوراة هدايةً ونورًا لكم، فإذا بكم تنتهزون فرصة غيابه هذه المدة القليلة.

ـ وتجعلون العجل الذي صنعتموه بأيديكم معبودًا لكم من دون ـ -وهذا أشنع الكفر ب ـ - وأنتم ظالمون باتخاذكم العجل إلهًا.

* ـ {{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢)}}:*

ثمَّ تجاوزنا عن هذه الفعلة المنكرة.
ـ وقَبِلْنَا توبتكم بعد عودة موسى.

رجاءَ أن تشكروا ـ على نعمه وأفضاله، ولا تتمادوا في الكفر والطغيان.

* ـ {{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)}}:*

ـ واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-؛ لكي تهتدوا من الضلالة.

* ـ {{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ..}}:*

ـ واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه: إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا، فتوبوا إلى خالقكم: بأن يَقْتل بعضكم بعضًا، وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الأبدي في النار، فامتثلتم ذلك، فمنَّ ـ عليكم بقَبول توبتكم. إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده، الرحيم بهم.

* ـ {{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى ـ جَهْرَةً..}}:*

ـ واذكروا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام ـ ، حتى نرى ـ عِيَانًا، فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم، فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم، وجُرْأتكم على ـ تعالى.

* ـ {{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون (٥٦)}}:*

ـ ثم أحييناكم مِن بعد موتكم بالصاعقة؛ لتشكروا نعمة ـ عليكم.

ـ فهذا الموت عقوبة لهم، ثم بعثهم ـ لاستيفاء آجالهم.

* ـ {{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}}:*

ـ أي واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في الأرض؛ إذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حَرِّ الشمس، وأنزلنا عليكم المنَّ، وهو شيء يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل، وأنزلنا عليكم السَّلوى وهو طير يشبه السُّماني، وقلنا لكم: كلوا من طيِّبات ما رزقناكم، ولا تخالفوا دينكم، فلم تمتثلوا.

وما ظلمونا بكفران النعم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون؛ لأن عاقبة الظلم عائدة عليهم.

┈┉━❋❋━┉┈
*هذا وصلى ـ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*
┈┉━❋❋━┉┈