الوجه 19
*
ختمة الإمام عاصم
*
*
الوجه التاسع عشر
*
*
{الآيات: ١٢٠~١٢٦}
*
┈┉━❋
❋━┉┈
*
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
*
*
أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه التاسع عشر*
من:
*
ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٢٠﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٢١﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿١٢٢﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿١٢٣﴾ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿١٢٥﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦﴾}.*
*أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
*
[[وَلَن تَرْضَى]]:*
نون ساكنة بعدها تاء، حكمها الإخفاء.
*
[[عَنكَ]]:*
كذلك نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء الحقيقي.
*
[[النَّصَارَى]]:*
نون مشددة تغن بمقدار حركتين، ونحذر من تفخيم النون قبل الصاد.
*
[[أَهْوَاءَهُم]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*
[[مِن وَلِيٍّ]]:*
نون ساكنة بعدها واو، حكمها الإدغام الناقص، إدغام بغنة.
*
[[نَصِيرٍ]]:*
نحذر من تفخيم النون، إذ أنها جاورت الصاد المفخمة.
ونقف على راء ساكنة قبلها ياء فتكون مرققة.
والراء ليست مهموسة، وليست مقلقلة، فلا نقول: (نصير)، ولا نقول: (نصيرء).
بل الصواب: (نصير)، هكذا.
*
[[آتَيْنَاهُمُ]]:*
مد بدل، يمد بمقدار حركتين، ويعامل معاملة المد الطبيعي.
*
[[يَتْلُونَهُ]]:*
حق مد صلة صغرى، يعامل معاملة المد الطبيعي حال الوصل.
وأما حال الوقف فإننا نقف على هاء ساكنة.
كلمة:
*
[[حَقَّ]]:*
نحذر من تفخيم الحاء.
*
[[تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ]]:*
أولئك مد صلة كبرى، يعامل معاملة المد المنفصل، ويمد بمقدار أربع حركات حال الوصل.
*
[[أُولَئِكَ]]:*
أولئك مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*
[[الْخَاسِرُونَ]]:*
نحذر من ترقيق الراء، إذ أنها سبقت بكسر.
*
[[فَضَّلْتُكُمْ]]:*
نحذر من تفخيم الفاء.
*
[[يَوْمًا لَّا]]:*
تنوين بعده لام، حكمه الإدغام الكامل، إدغام بغير غنة.
*
[[نَفْسٌ عَن]]:*
تنوين بعده عين، حكمه الإظهار.
*
[[عَن نَّفْسٍ]]:*
نون ساكنة بعدها نون، حكمها الإدغام الكامل، إدغام بغنة.
*
[[تَنفَعُهَا]]:*
نون ساكنة بعدها فاء، حكمها الإخفاء.
*
[[وَمِن ذُرِّيَّتِي]]:*
نون ساكنة بعدها ذال، حكمها الإخفاء الحقيقي.
كلمة:
*
[[عَهْدِي]]:*
قرأها الإمام حفص: بسكون الياء.
وأما الإمام شعبة: فقرأها بفتح الياء.
*
[[وَإِذْ جَعَلْنَا]]:*
نحذر من إدغام الذال في الجيم، لذلك لا بد من أن نأتي بصفة الرخاوة في الذال، نقول: (وإذ وإذ جعلنا)، هكذا.
ونحذر أيضا من إدغام اللام الساكنة في النون، إذ أن اللام قريبة في المخرج من النون.
قال ابن الجزري -رحمه تعالى-:
"واحرص على السكون في جعلنا
أنعمت والمغضوب مع ضللنا".
*
[[أَن طَهِّرَا]]:*
نون ساكنة بعدها طاء، حكمها الإخفاء.
كلمة:
*
[[بَيْتِيَ]]:*
يقرؤها الإمام حفص بفتح الياء.
وأما الإمام شعبة فيقرؤها بسكون الياء.
*
[[وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ]]:*
نحذر من كسر السين.
فبعض الناس يخطيء أحيانا ويقرؤها: (والركع السِّجود، والركع السِّ)، وليس: (السُّ).
والصواب: أن السين مضمومة.
*
[[اجْعَلْ]]:*
الجيم ساكنة، فيها صفة القلقلة.
واللام ساكنة فيها صفة التوسط.
*
[[وَارْزُقْ]]:*
نحذر من تفخيم الواو، ونحذر أيضا من تفخيم الزاي، إذ أنها وقعت بين الراء والقاف وكلاهما مفخم.
والقاف ساكنة، فيها صفة القلقلة.
والراء س اكنة، فيها صفة التوسط.
*
[[مَنْ آمَنَ]]:*
نون ساكنة بعدها همزة، حكمها الإظهار.
*
[[ثُمَّ أَضْطَرُّهُ]]:*
ضاد ساكنة فيها صفة الاستطالة، وصفة الرخاوة.
ونحذر من إدغام الضاد في الطاء، فلا نقول: ثم (أطَّره أطره) خطأ
.
الصواب: أن الضاد فيها صفة الرخاوة وصفة الاستطالة، فنقول: (ثم أضطره)، لا بد من هذا الزمن.
ونحذر من تفخيم الهمزة قبل الضاد.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
*التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
*
[[وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى]]:*
أي: ولن ترضى عنك -أيها الرسول- اليهود ولا النصارى، إلا إذا تركت دينك، واتبعتَ دينهم.
قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح.
ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي: ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك، ولا نصير ينصرك.
وهذا الخطاب وإن كان خاصا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو موجه إلى الأمّة عامة.
*
[[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ]]:*
أي: الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى، يقرؤونه القراءة الصحيحة، ويتبعونه حق الاتباع، ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله.
ومنهم خاتمهم: نبينا ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه.
هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبما أُنزِل عليه.
وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه، فهؤلاء كفار بنبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبما أنزل عليه.
ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله.
*
[[يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ]]:*
أي: يا ذرية يعقوب، اذكروا نعمي الكثيرة عليكم، وأني فَضَّلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة أنبيائكم، وما أُنزل عليهم من الكتب.
*
[[وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا]]:*
أي: وخافوا أهوال يوم الحساب، إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا، ولا يقبل الله منها فدية، تنجيها من العذاب، ولا تنفعها وساطة، ولا أحد ينصرها.
*
[[وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ]]:*
أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف، فأدَّاها وقام بها خير قيام.
قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس.
قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك.
فأجابه الله -سبحانه-: أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.
*
[[وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ ]]:*
أي: واذكر -أيها النبي- حين جعلنا الكعبة مرجعا للناس يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه.
ومجمعا لهم للحج والعمرة، والطواف والصلاة، وأمنا لهم، ولا يغير لهم عدو فيه.
وقلنا لهم: اتخذوا من مقام إبراهيم مكانا للصلاة فيه، وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بناء الكعبة.
وأوحينا إلى إبراهيم وابنه إسماعيل: أن طهرا بيتي من كل رجس ودنَس، للمتعبدين فيه بالطواف حول الكعبة، أو الاعتكاف في المسجد والصلاة فيه
*
[[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا]]:*
واذكر -أيها النبي- حين قال إبراهيم داعيا:
ربِّ اجعل "مكة" بلدًا آمنًا من الخوف، وارزق أهله من الثمرات، وخُصَّ بهذا الرزق مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر.
قال الله: ومن كفر منهم، فأرزقه في الدنيا، وأُمتعه متاعًا قليلا، ثم أُلجئُه مرغمًا إلى عذاب النار، وبئس المرجع والمقام هذا المصير.
*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*