*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الثامن عشر*
*{الآيات: ١١٣~١١٩}:green_book:*
┈┉━❋ ❋━┉┈
· بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
· أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الثامن عشر*
من:
* * ختمة الإمام عاصم*
- رحمه الله تعالى-
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
:gem: *{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَالله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ الله أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١٤﴾ وَلِله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إِنَّ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴿١١٦﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿١١٧﴾ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا الله أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿١١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴿١١٩﴾}.*
*أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
*[[وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى]]:*
(النصارى):
النون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
ونحذر من تفخيم النون، إذ أنها جاورت الصاد المفخمة، فلا نقول: (النصارى) :heavy_multiplication_x:.
الصواب: أن النون مرققة.
*[[شَيْءٍ وَقَالَتِ]]:*
تنوين بعده واو، حكمه الإدغام الناقص، إدغام بغنة.
*[[يَعْلَمُونَ]]:*
العين ساكنة فيها صفة التوسط.
*[[فَالله]]:*
نحذر من تفخيم الفاء، إذ أنها جاورت لام لفظ الجلالة المفتوح ما قبلها، لذلك فاللام مغلظة.
فنحذر من تفخيم الفاء فلا نقول: (فالله) .
الصواب: (فَ فالله).
*[[يَخْتَلِفُونَ]]:*
الخاء قبلها مفتوح، فهي في المرتبة الثانية من التفخيم، فالخاء مفخمة.
فنحذر من تفخيم الياء قبلها.
والخاء ساكنة فيها صفة الرخاوة.
*[[وَمَنْ أَظْلَمُ]]:*
نون ساكنة بعدها همزة، حكمها الإظهار.
ونحذر من تفخيم الهمزة قبل الظاء المفخمة، فلا نقول: (آ..)، :heavy_multiplication_x:.
الصواب: (أ أظلم).
*[[مِمَّن مَّنَعَ]]:*
هذه توالي غنن:
ميم مشددة تغن بمقدار حركتين.
ثم نون ساكنة بعدها ميم، فهذا إدغام كامل، إدغام بغنة.
فنلاحظ أن ميم مشددة تغن، ثم النون ستدغم في الميم، فتصبح ميم مشددة، فتغن أيضا.
فيجب علينا أن نحافظ على مقدار الغنن في كل هذه الحالات، فنقول: (ممن منع)، هكذا.
*[[أَن يُذْكَرَ]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام الناقص.
*[[يُذْكَرَ]]:*
الذال ساكنة، فيها صفة الرخاوة.
*[[أُولَئِكَ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*[[يَدْخُلُوهَا إِلَّا ]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*[[لَهُمْ فِي]]:*
ميم ساكنة بعدها فاء، حكمها الإظهار الشفوي.
*[[خِزْيٌ وَلَهُم]]:*
تنوين بعده واو، حكمه الإدغام الناقص، إدغام بغنة.
*[[عَذَابٌ عَظِيمٌ]]:*
تنوين بعده عين، حكمه الإظهار.
*[[فَأَيْنَمَا]]:*
هذه الكلمة: (فأينما)، مرسومة في هذا الموضع موصولة، فتقرأ موصولة.
وسيقابلنا في موضع آخر في: "سورة البقرة"، أنها مفصولة، فتقرأ مفصولة، فإن كانت موصولة كما هي هنا فنقول: (فأينما)، أما إذا كانت مفصولة، فإننا نقرؤها: (فأين ما)، أما هنا فنقرؤها: (فأينما)، هكذا.
*[[إِنَّ الله]]:*
نون مشددة تغن بمقدار حركتين، ولام لفظ الجلالة قبلها مفتوح، فإنها تغلظ.
*[[لَّهُ مَا]]:*
هاء ضمير مفرد الغائب، وقعت بين حرفين متحركين، الثاني منهما ليس همزة قطع، فإنه يسمى: مد صلة صغرى يعامل معاملة المد الطبيعي حال الوصل.
وأما حال الوقف فإننا نقف على هاء ساكنة.
*[[كُلٌّ لَّهُ]]:*
تنوين بعده لام، حكمه الإدغام الكامل، إدغام بغير غنة.
*[[وَالْأَرْضِ]]:*
نحذر من تفخيم الهمزة قبل الراء المفخمة.
*[[مِن قَبْلِهِم]]:*
نون ساكنة بعدها قاف، حكمها الإخفاء.
* وآلية الإخفاء:*
أننا نقف عند مخرج القاف، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
وعندنا الباء ساكنة فتقلقل.
*[[مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم متحركة، إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
*[[قَدْ بَيَّنَّا]]:*
دال ساكنة فتقلقل.
*[[بِالْحَقِّ]] نحرص على ترقيق الحاء.
*[[عَنْ أَصْحَابِ]]:*
نون ساكنة بعدها همزة، حكمها الإظهار.
وكلمة: (أصحاب)، نحذر من تفخيم الهمزة، إذ أنها جاورت الصاد المفخمة.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
:newspaper2: *التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
*[[وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ]]:* إلى آخر الآية.
أي: وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح، وكذلك قالت النصارى في اليهود.
وهم يقرؤون التوراة والإنجيل، وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا.
كذلك قال الذين لا يعلمون من مشركي العرب وغيرهم مثل قولهم.
أي قالوا لكل ذي دين: لست على شيء.
فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه مِن أمر الدين، ويجازي كلا بعمله.
*[[وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ]]:* إلى آخر الآية.
أي: لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق، أو بمنع المؤمنين منها.
أولئك الظالمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا على خوف ووجل من العقوبة.
لهم بذلك صَغار وفضيحة في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد.
*[[وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ]]:*
أي: ولله جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما، فهو مالك الأرض كلها.
فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة بأمر الله لكم فإنكم مبتغون وجهه، لم تخرجوا عن ملكه وطاعته.
إن الله واسع الرحمة بعباده، عليم بأفعالهم، لا يغيب عنه منها شيء.
*[[وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا]]:*
أي: وقالت اليهود والنصارى والمشركون: اتخذ الله لنفسه ولدًا، تنزَّه الله -سبحانه- عن هذا القول الباطل.
بل كل مَا في السموات والأرض ملكه وعبيده، وهم جميعًا خاضعون له، مسخَّرون تحت تدبيره.
*[[بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ]]:*
والله تعالى هو خالق السموات والأرض على غير مثال سبق.
وإذا قدَّر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له: "كن" فيكون.
*[[وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ]]:*
أي: وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- على سبيل العناد:
هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسوله.
أو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك.
مثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة؛ بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال.
قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى، متَّبعين ما شرعه لهم.
*[[إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا]]:*
أي: إنا أرسلناك -أيها الرسول- بالدين الحق المؤيد بالحجج والمعجزات.
فبلِّغه للناس مع تبشير المؤمنين بخيري الدنيا والآخرة، وتخويف المعاندين بما ينتظرهم من عذاب الله.
ولست -بعد البلاغ- مسؤولا عن كفر مَن كفر بك؛ فإنهم يدخلون النار يوم القيامة، ولا يخرجون منها.
نسأل الله -عز وجل- أن يجيرنا من النار ومن عذابها.
┈┉━❋ ❋━┉┈
*هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*