الوجه 14
*ختمة الإمام عاصم*
*الوجه الرابع عشر*
*{الآيات: ٨٩~٩٣}*
┈┉━❋❋━┉┈
· بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
*:alembic:أما بعد:*
*_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الرابع عشر*
من:
* ختمة الإمام عاصم*
-رحمه الله تعالى-
قال تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ الله مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ الله عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ الله بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ الله مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ الله قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩١﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٩٢﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩٣﴾}.*
*التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
· [[وَلَمَّا جَاءَهُمْ]]:*
ميم مشددة تغن بمقدار حركتين.
* [[جَاءَهُمْ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
* [[كِتَابٌ مِّنْ]]:*
تنوين بعده ميم، حكمه الإدغام بغنة.
*[[مِّنْ عِندِ]]:*
نون ساكنة بعدها عين، حكمها الإظهار.
*[[عِندِ]]:*
نون ساكنة بعدها دال، حكمها الإخفاء.
*[[مِّنْ عِندِ الله]]:*
لام لفظ الجلالة قبلها مكسور، فإنها ترقق.
*[[مُصَدِّقٌ لِّمَا]]:*
تنوين بعده لام، حكمه الإدغام الكامل، الإدغام بغير غنة.
*[[مَعَهُمْ وَكانوا]]:*
ميم ساكنة بعدها واو، حكمها الإظهار الشفوي.
*[[جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم متحركة، حكمها الإدغام، إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
*[[جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا]]:*
العين مرققة جاورت الراء المفخمة.
:warning: فنحذر من تفخيم العين، فلا نقول: (عرفوا)، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: الصواب: (عَ عرفوا).
عندنا كلمة:
*[[كَفَرُوا]] و[[عَرَفُوا]] و[[كَانُوا]]:*
كل هذه فيها مد طبيعي، فنحرص على تساوي مقدار المد الطبيعي في كل هذه الكلمات.
*[[اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ]]:*
مد صلة كبرى، يعامل حال الوصل معاملة المد المنفصل، يمد بمقدار أربع حركات وصلا.
وأما حين الوقف فإننا نقف على هاء ساكنة.
*[[أَنفُسَهُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها فاء، حكمها الإخفاء.
*[[أَن يَكْفُرُوا]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام الناقص.
*[[فَبَاءُوا]]:*
الأول مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ثم مد بدل، يمد بمدار حركتين، فنقول: (فباءوا بغضب)، ولا نقول: (فباؤوا بغضب). لا بد أن يكون المد بمقدار حركتين.
كلمة:
*[[بِغَضَبٍ]]:*
نحرص على أن نأتي بكسرة الباء.
*[[عَذَابٌ مُّهِينٌ]]:*
تنوين بعده ميم، حكمه الإدغام بغنة.
كلمة:
*[[الْحَقُّ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الحاء، إذ أنها جاورت القاف المفخمة.
كلمة:
*[[مُصَدِّقًا]]:*
نحرص على أن نأتي بكسرة الدال، فلا نقرؤها بين الكسرة والفتحة. فلا نقول: (مصدقا مصد )، خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: (مصدقا)، هكذا.
*[[تَقْتُلُونَ]]:*
القاف ساكنة، فيها القلقلة.
*[[أَنبِيَاءَ]]:*
نون ساكنة بعدها باء، حكمها الإقلاب.
وفيها مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
*[[إِن كُنتُم]]:*
نون ساكنة بعدها كاف، حكمها الإخفاء.
ثم كلمة:
*[[كُنتُم]]:*
نون ساكنة بعدها تاء، حكمها أيضا الإخفاء.
*[[مُّؤْمِنِينَ]]:*
نحذر من قلقلة الهمزة أو تسهيلها.
*[[ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ]]:*
الإمام شعبة يدغم الذال في التاء.
وأما الإمام حفص فيظهر الذال.
*[[وَإِذْ أَخَذْنَا]]:*
الذال ساكنة فيها صفة الرخاوة.
ونحذر من تفخيم الهمزة قبل الخاء.
*[[فَوْقَكُمُ]]:*
لابد أن نفرق بين القاف والكاف. فلا نفخم الكاف، ولا نرقق القاف، فنقول: (فوقكم قَكُ فوقكم)، هكذا.
*[[آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ]]:*
ميم ساكنة بعدها باء، حكمها الإخفاء الشفوي.
*[[وَعَصَيْنَا]]:*
نحذر من تفخيم الواو والعين قبل الصاد المفخمة.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه، ذكرنا بعضها، وتركنا البعض الآخر، اعتمادا على مهارة وذكاء الطالب.
*التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
*{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ الله}.*
أي: وحين جاءهم القرآن من عند الله، مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه، وأنكروا نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب، ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان، وسنتبعه ونقاتلكم معه.
فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه.
فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكتابه الذي أوحاه الله إليه.
· {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ}:*
أي: قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم؛ إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، بعد غضب الله كذلك عليهم بسبب تحريفهم التوراة.
وللجاحدين نبوَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.
*{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ الله}:*
:black_small_square:وإذا قال بعض المسلمين لليهود: صدِّقوا بما أنزل الله من القرآن.
:black_small_square:قالوا: نحن نصدِّق بما أنزل الله على أنبيائنا، ويجحدون ما أنزل الله بعد ذلك، وهو الحق مصدقًا لما معهم.
فلو كانوا يؤمنون بكتبهم حقًا لآمنوا بالقرآن الذي صدَّقها.
:black_small_square:قل لهم أيها الرسول: إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله عليكم، فلماذا قتلتم أنبياء الله مِن قبل؟؟
*{وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ}:*
ولقد جاءكم نبي الله موسى بالمعجزات الواضحات الدالة على صدقه: كالطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع، وغير ذلك، مما ذكره الله في القرآن العظيم.
ومع ذلك اتخذتم العجل معبودًا، بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه، وأنتم متجاوزون حدود الله.
*{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ}:*
واذكروا حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا بقَبول ما جاءكم به موسى من التوراة، فنقضتم العهد، فرفعنا جبل الطور فوق رؤوسكم، وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم بجدٍّ، واسمعوا وأطيعوا، وإلا أسقطنا الجبل عليكم، فقلتم: سمعنا قولك وعصينا أمرك.
لأن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبكم بسبب تماديكم في الكفر.
قل لهم -أيها الرسول-: قَبُحَ ما يأمركم به إيمانكم من الكفر والضلال، إن كنتم مصدِّقين بما أنزل الله عليكم.
┈┉━❋❋━┉┈
و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*
┈┉━❋❋━┉┈