بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ( اللهم أعنا على ذكرك .. وشكرك .. وحسن عبادتك ) نبدأ بالصفحة اﻷولى من المصحف الشريف .. وهي: سورة الفاتحة اللهم يسر لنا .. واجعل القرآن ربيع قلوبنا .. وثبت القرآن العظيم في قلوبنا .. وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار. . واجعلنا اللهم من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك ..برحمتك يا أرحم الراحمين .. آآآآآمــــــين ..آآآآآمــــــين ..
وسيكون عملنا بمشيئة الله تعالى في هذه الختمة، أننا نقرأ وجها كاملًا في كل مرة
ـ فإن وجد اختلاف بين الإمام شعبة والإمام حفص، فإننا نبدأ الآية:
ـ أولًا:
برواية الإمام شعبة.
ثم نقرؤها
ـ مرة ثانية:
برواية الإمام حفص.
وبعد الانتهاء من القراءة، فإننا نتحدث عن:
ـ أهم أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
ـ ثم نقرأ تفسير الوجه على عجالة
مستعينين بالله -عز وجل-.
ثم بالتفسير الميسر أو تفسير السعدي.
وما يخطر لنا أثناء التفسير والله المستعان.
واليوم بمشيئة الله -عز وجل-
موعدنا مع:
المقطع الأول:
وسورة الفاتحة
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجِيمِ
ـ ﴿﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾﴾.
ـ والآن مع توضيح بعض:
أحكام التجويد:
الواردة في هذه السورة:
أولًا:
ـ البسملة:
﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾ .
هذه البسملة فيها خلاف بين علماء القراءات هل هي آية من الفاتحة أم ليست آية.
فالإمام عاصم -رحمه الله تعالى- يرى أنها آية من الفاتحة.
لذلك نجد أنها في المصحف الشريف مكتوب:
﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ .
ثم بعدها رقم (١).
ـ أي أنها الآية الأولى.
ـ وبعض القراء يرى أنها ليست آية من الفاتحة.
ـ والذي أراه صوابًا والله أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عنه:
ـ أنه كان يبسمل ويجهر بالبسملة أحيانًا في الصلاة.
ـ وكان يُسِرُّ بها أحيانًا أخرى.
وكما أن القرآن:
ـ ورد إلينا بالتواتر، كذلك هذه السورة من طريق الإمام عاصم وردت إلينا بالتواتر:
ـ أن البسملة آية.
ـ فمن قرأ بقرآءة الإمام عاصم لابد أن يعتبر أن البسملة آية.
ـ ومن قرأ بقراءة الإمام نافع مثلا، فليست البسملة عنده آية من الفاتحة.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ ﴿ بِسْمِ الله الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ :
نحرص على أن نأتي بكسرةِ الباء.
لام لفظ الجلاله قبلها مكسور فترقق. فنقول: (بِسْمِ الله الرَّحْمَٰنِ).
(الرحمن): الراء مشددة فنحذر من تكرارها، فلا نقول: (الررررحمن)
.
(الرحمنِ الرحيم): نحرص على أن نأتي بكسرةِ النون.
ـ ﴿ الْحَمْدُ لِله﴾ :
اللام ساكنة، والميم ساكنة، وكلاهما من حروف: (لن عمر)، أي فيهما صفة التوسط.
ـ ﴿ رَبِّ﴾ :
الباء مشددة، فتأخذ زمن حرفين.
ـ ﴿ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ :
سبق الكلام عليهما.
ـ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ :
نحرص على أن نأتي بكسرةِ الكاف.
كلمة: (الدين)، نحذر من أن نهمس الدال فتحول وكأنها تاء، فلا نقول: (التين)، هذا خطأ
.
كذلك نحرص على أن نأتي بكسرةِ الدال فلا نقرؤها بين الكسرة والفتحة.
ـ ﴿ إِيَّاكَ﴾ :
بعض الناس قد يقرأ الياء غير مشددة.
وهذا خطأ ولحن في كتاب الله -عز وجل-
.
ـ الصواب: أن الياء مشددة.
ـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ :
العين ساكنة فيها صفة التوسط.
ـ ﴿ وَإِيَّاكَ﴾ :
نشدد الياء.
ـ ﴿ نَسْتَعِينُ﴾ :
السين ساكنة فيها صفة الرخاوة.
ـ ﴿ اهْدِنَا﴾ :
نأتي بكسرةِ الهمزة: "همزة الوصل"، نبدأ بها كأنها همزة قطع مكسورة.
ـ ﴿ اِهْدِنَا﴾ :
الهاء ساكنة فيها الرخاوة، وفيها الهمس.
كذلك الدال مكسورة فنكسر الدال.
ـ ﴿ الصِّرَاطَ﴾ :
الصاد مكسورة، وأما الراء فمفخمة، فلا نقول: (الصرات)، هذا خطأ
.
ولا نقولها بالسين: (السراط)
.
بل الإمام عاصم يقرؤها بالصاد.
ـ ﴿ الْمُسْتَقِيمَ﴾ :
لا نقول: (المصطقيم) نفخم السين والتاء، هذا خطأ
.
ثم القاف: مكسورة فيها أقل درجات التفخيم.
ـ ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ﴾ :
النون ساكنة، فيها صفة التوسط، وكذلك الميم ساكنة فالنون والميم فيهما صفة التوسط.
ـ ﴿ غَيْرِ﴾ : الغين مفتوحة فتفخم.
ـ ﴿ الْمَغْضُوبِ﴾ : نرقق الميم، والغين ساكنة، فيها صفة الرخاوة، فلا بد أن نأتي بهذا الزمن: (زمن الرخاوة).
والضاد: تخرج من إحدى حافتي اللسان مع الأضراس.
ـ ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ :
مد لازم كلمي مثقل، يمد بمقدار ست حركات.
ـ يعني هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذه السورة.
ـ والآن نقرأ تفسيرها على عجالة ـ
التفسير:
سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة لأنه:
ـ يفتتح بها القرآن العظيم.
ـ وتسمى المثاني:
لأنها تُقرأ في كل ركعة. ولها أسماء أخرى.
ـ ﴿ بِسْمِ الله الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ :
أي أبتدئ قراءة القرآن بسم الله مستعيناً به.
ـ ﴿ الله﴾ :
عَلَم على الرب -تبارك وتعالى-، وهو المعبود بحق دون سواه، وهو أخص أسماء الله -تعالى-، ولا يسمى به غيره -سبحانه-.
ـ ﴿ الرَّحْمَٰنِ﴾ :
أي صاحب الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع خلقه.
ـ ﴿ الرَّحِيمِ﴾ :
أي الرحيم بالمؤمنين.
وهما اسمان من أسمائه -تعالى-.
يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله -تعالى-، كما يليق بجلاله -سبحانه-.
ـ ﴿ الْحَمْدُ لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ :
أي الثناء على الله بصفاته التي كلها أوصاف كمال.
وبنعمه الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أمرٌ لعباده، أن يحمدوه، فهو المستحق له وحده.
وهو -سبحانه- المنشئ للخلق، القائم بأمورهم، المربي لجميع خلقه بنعمه، ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
ـ فالله -عز وجل- يعلمنا أننا إذا أردنا أن ندعوه، فلابد أن نثني على الله -عز وجل- بين يدي الدعاء أولاً. ـ
ـ ﴿ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ :
ـ الرحمن: الذي وسعت رحمته جميع الخلق.
ـ والرحيم: أي بالمؤمنين.
وهما اسمان من أسماء الله -تعالى-.
وهذا أرجح الأقوال في تفسير كلمة: (الرحمن و الرحيم).
ـ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ :
أي هو مالك -سبحانه- مالك يوم القيامة، وهو يوم الجزاء على الأعمال.
ـ وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته، تذكيرٌ له باليوم الآخر، وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح، والكف عن المعاصي والسيئات.
إذ أنه يعلم أن الله -عز وجل- سيحاسبه يوم الدين.
فمن علم أنه سيحاسب علم أنه سيقف بين يدي الله -عز وجل- وأنه مسؤول. فليعد للسؤال جوابا.
ـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ :
أي إنا نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا.
فالأمر كله بيديك، لايملك منه أحد مثقال ذرة.
وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئا من أنواع العبادة:
ـ كالدعاء.
ـ والاستغاثة.
ـ والذبح.
ـ والطواف. إلا لله وحده.
وفيها شفاء القلوب، من داء التعلق بغير الله. ومن أمراض الرياء والعُجْب والكبرياء.
ـ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ :
أي دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك. وهو الإسلام.
الذي هو الطريق الواضح، الموصل إلى رضوان الله، وإلى جنته.
الذي دل عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
ـ ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ :
أي طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فهم أهل الهداية والاستقامة.
ولا تجعلنا، ممن سلك طريق:
ـ المغضوب عليهم:
الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم.
ـ والضالين:
وهم الذين لم يهتدوا، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم.
ـ وفي هذا الدعاء:
ـ شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال.
ـ ودلالة على أن أعظم نعمةٍ على الإطلاق هي نعمة الإسلام.
فمن كان أعْرفَ للحق وأتْبَعَ له، كان أولى بالصراط المستقيم.
ولاريب: أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هم أولى الناس بذلك، بعد الأنبياء -عليهم السلام-.
فدلت الآية على فضلهم وعظيم منزلتهم -رضي الله عنهم-.
ـ ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة:
ـ ﴿ آمين﴾ . ـ
ومعناها: اللهم استجب.
ـ وليست آيه من سورة الفاتحة، باتفاق العلماء، ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
ـ هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. ـ