*????الوجه السادس عشر????*

·       ختمة الإمام عاصم *
الشيخ محمد فريد الجمل
* الوجه السادس عشر *
* {الآيات: ١٠٢~١٠٥} *
 
┈┉━❋ ❋━┉┈
 
·       بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. *
 
·       أما بعد:*
 _اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
 
  *الوجه السادس عشر*
 
من:
* ختمة الإمام عاصم*
 -رحمه الله تعالى-
 
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  *{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ الله خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤﴾ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَالله يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿١٠٥﴾}.*
 
  *أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
 
قال تعالى:
* [[وَاتَّبَعُوا مَا]]:*
نحرص على أن نأتي بزمن المد الطبيعي.
 
* [[الشَّيَاطِينُ]]:*
  نحذر من تفخيم الشين والياء والألف قبل الطاء المفخمة، فلا نقول: (الشياطين)، خطأ  .
  الصواب:* أن هذه الحروف مرققة، فنقول: (الشياطين)، هكذا.
 
* [[عَلَى مُلْكِ]]:*
اللام ساكنة، فيها صفة التوسط.
 
* [[وَلَكِنَّ]]:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
 
* [[السِّحْرَ]]:*
حين الوقف على هذه الكلمة فإننا نقف على راء ساكنة، قبلها ساكن، وقبل الساكن مكسور، فإننا نرقق الراء، فنقول: (السحر).
أما حين الوصل فإنها راء مفتوحة فتكون مفخمة.
 
* [[وَمَا أُنزِلَ]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
وكلمة: (أنزل)، نون ساكنة بعدها زاي حكمها الإخفاء.
*:candle:وآلية الإخفاء هنا:*
أننا نقف عند مخرج الزاي ثم نخرج غنة من الخيشوم.
 
* [[مِنْ أَحَدٍ]]:*
نون ساكنة بعدها همزة، حكمها الإظهار.
 
* [[أَحَدٍ حَتَّى]]:*
تنوين بعده حاء، حكمه الإظهار.
 
* [[يَقُولَا إِنَّمَا]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
 
 [[فِتْنَةٌ فَلَا]]:*
تنوين بعده فاء، حكمه الإخفاء.
 
* [[مَا يُفَرِّقُونَ]:*
نحرص على أن نرقق الراء، لأنها مكسورة.
 
* [[المرْءِ]]:*
  نحذر من تفخيم الميم المرققة قبل الراء، فلا نقول: (المرء)، خطأ  .
  والصواب: (المَ المرء)، هكذا.
 
* [[وَمَا هُم بِضَارِّينَ]]:*
ميم ساكنة بعدها باء، حكمها الإخفاء الشفوي.
 
* [[بِضَارِّينَ]]:*
مد لازم كلمي مثقل، يمد بمقدار ست حركات.
ونحرص على كسرة الراء بعدها.
 
* [[بِهِ مِنْ]]:*
مد صلة صغرى، يعامل معاملة المد الطبيعي حال الوصل.
وأما حين الوقف، فإننا نقف على هاء ساكنة.
 
* [[يَنفَعُهُمْ]]:*
نحرص على ضم العين جيدا، إذ أن توالي الحركات قد يؤدي إلى اختلاس ضمة العين.
فبعض الناس يقرؤها لحنا: (ينفعهم)، هذا خطأ  .
  الصواب: أن نضم العين جيدا: (ولا ينفعهم)، هكذا.
 
* [[مِنْ خَلَاقٍ]]:*
نون بعدها خاء حكمها الإظهار.
وكلمة: (خلاق)، اللام وقعت بين حرفين مفخمين الخاء والقاف.
  فنحذر من تفخيمها فلا نقول: (خلاق).
  الصواب: أن اللام مرققة.
 
* [[*ِبهِ أَنفسهم]]:*
مد صلة كبرى، يمد بمقدار أربع حركات. ويعامل معاملة المد المنفصل حال الوصل.
 
* [[آمَنُوا]]:*
مد بدل، يمد بمقدار حركتين.
 
* [[آمَنُوا وَاتَّقَوْا]]:*
واو مدية بعدها واو متحركة، يسمى مد تمكين.
أي أننا نمكن للمد الطبيعي، أن يمد بمقدار حركتين.
 
* [[لَمَثُوبَةٌ مِّنْ]]:*
تنوين بعده ميم، حكمه الإدغام بغنة.
 
* [[مِّنْ عِندِ]]:*
نون ساكنة بعدها عين، حكمها الإظهار.
وكلمة: (عند) نون ساكنة بعدها دال، حكمها الإخفاء.
 
* [[مِّنْ عِندِ الله]]:*
لام لفظ الجلالة قبلها مكسور فإنها ترقق.
 
 * [[(آمَنُوا) (تَقُولُوا) (رَاعِنَا) (وَقُولُوا)]].*
كل هذه مدود طبيعية، لابد على القارئ أن يساوي بين هذه الأزمنة كلها.
 
* [[عَذَابٌ أَلِيمٌ]]:*
تنوين بعده همزة، حكمه الإظهار.
 
 * [[أَن يُنَزَّلَ]]:*
نون ساكنة بعدها ياء، حكمها الإدغام بغنة.
 
 * [[عَلَيْكُم مِّنْ]]:*
ميم ساكنة بعدها ميم متحركة، حكمها إدغام مثلين صغير، يغن بمقدار حركتين.
 
* [[خَيْرٍ مّ ِن]]:*
 
تنوين بعده ميم حكمه، الإدغام بغنة.
 
 * [[مِّن رَّبِّكُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها راء حكمها، الإدغام بغير غنة.
 
* [[وَالله يَخْتَصُّ]]:*
  نحذر من تفخيم الياء المرققة قبل الخاء.
 
* [[ذُو الْفَضْلِ]]:*
  نحذر من تفخيم الفاء قبل الضاد، ونحافظ على رخاوة الضاد واستطالتها.
 
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه، ذكرنا بعضها وتركنا كثيرا منها، اعتمادا على ذكاء الطالب ومهارته.
  *التفسير:*
 
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
 
  قال تعالى:
* [[وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}]]:*
 
  أي: واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر، ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر؛ إفسادًا لدينهم.
 وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت، بأرض "بابل" في "العراق"؛ امتحانًا وابتلاء من الله لعباده.
 وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر، ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين.
 فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا.
 ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه.
وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم.
 وقد نقلته الشياطين إلى اليهود، فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله.
ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير.
 ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول، لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا به.
 
* [[وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا]]:*
 
 أي: ولو أن اليهود آمنوا وخافوا الله لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السِّحر ومما اكتسبوه به.
لو كانوا يعلمون ما يحصل بالإيمان والتقوى من الثواب والجزاء علما حقيقيا لآمنوا.
 
* [[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا]]:*
 
 أي: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: راعنا، أي: راعنا سمعك، فافهم عنا وأفهمنا؛ لأن اليهود كانوا يقولونها للنبي -صلى الله عليه وسلم- يلوون ألسنتهم بها، يقصدون سبَّه ونسبته إلى الرعونة.
 وقولوا- أيها المؤمنون- بدلا من ذلك: انظرنا، أي انظر إلينا وتعهَّدْنا، وهي تؤدي المعنى المطلوب نفسه، واسمعوا ما يتلى عليكم من كتاب ربكم وافهموه. وللجاحدين عذاب موجع.
 
 * [[مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ]]:*
 
 أي: ما يحب الكفار من أهل الكتاب والمشركين أن يُنزَّل عليكم أدنى خير من ربكم قرآنًا أو علمًا، أو نصرًا أو بشارة.
 والله يختص برحمته مَن يشاء مِن عباده بالنبوة والرسالة. والله ذو الإحسان والعطاء الكثير الواسع
 
 
  *┈┉━❋ ❋━┉┈
 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*
 
┈┉━❋ ❋━┉┈