*:books:ختمة الإمام عاصم:books:*
*:closed_book:الوجه السادس والعشرون:closed_book:*
*:closed_book:{الآيات: ١٧٠~١٧٦}:closed_book:*
┈┉━❋:leaves::rose::leaves:❋━┉┈
*:book:بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.:book:*
*:alembic:أما بعد:*
:maple_leaf:_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
:closed_book: *الوجه السادس والعشرين*
من:
*:kaaba:ختمة الإمام عاصم*
:maple_leaf:-رحمه الله تعالى-:maple_leaf:
:link: قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
:gem: *{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ الله قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٧١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِله إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿١٧٢﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ الله مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَلِكَ بِأَنَّ الله نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾}.*
:book: *أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
*:wilted_rose:[[اتَّبِعُوا]]:*
نحرص على أن نأتي بكسرة الباء
وكذلك في كلمة:
*:wilted_rose:[[نَتَّبِعُ .. يَعْقِلُونَ .. يَنْعِقُ .. بِهِ .. بِالْهُدَى .. بِالْمَغْفِرَةِ]].*
*:wilted_rose:[[مَا أَنزَلَ]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[مَا أَلْفَيْنَا .. يَا أَيُّهَا .. وَمَا أُهِلَّ .. فَلَا إِثْمَ .. فَمَا أَصْبَرَهُمْ ]].*
*:wilted_rose:[[آبَاءَنَا]]:*
المد الأول مد بدل.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[آبَاؤُهُمْ .. آمَنُوا]].*
والمد الثاني مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[آبَاؤُهُمْ .. دُعَاءً .. وَنِدَاءً .. أُولَئِكَ]].*
*:wilted_rose:[[يَعْقِلُونَ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الياء.
وكذلك في كلمة:
*:wilted_rose:[[يَنْعِقُ]].*
وكلمة:
*:wilted_rose:[[رَزَقْنَاكُمْ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الزاي.
*:wilted_rose:[[حَرَّمَ]]:*
نحذر من تفخيم الحاء.
*:wilted_rose:[[النَّارَ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم النون والألف.
*:wilted_rose:[[بِالْمَغْفِرَةِ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الميم.
*:wilted_rose:[[أَصْبَرَهُمْ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الهمزة.
*:wilted_rose:[[بِالْحَقِّ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الحاء.
*:wilted_rose:[[شَيْئًا وَلَا]]:*
إدغام ناقص بغنة.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[دُعَاءً وَنِدَاءً .. بَاغٍ وَلَا]].*
*:wilted_rose:[[يَنْعِقُ]]:*
إظهار حلقي.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[بُكْمٌ عُمْيٌ .. قَلِيلًا أُولَئِكَ .. عَذَابٌ أَلِيمٌ ]].*
كلمة:
*:wilted_rose:[[دُعَاءً وَنِدَاءً]]:*
حين الوقف عليها فإننا نقف بمد يسمى مد عوض، أي عوضا عن التنوين، فنقول: (دعاءا .. نداءا)، وهذا يسمى مد عوض.
*:wilted_rose:[[صُمٌّ بُكْمٌ]]:*
إقلاب، أي أننا نقلب النون الساكنة إلى ميم ساكنة، ونخفي الميم الساكنة في الباء.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[شِقَاقٍ بَعِيدٍ]].*
*:wilted_rose:[[عُمْيٌ فَهُمْ]]:*
إخفاء حقيقي.
:candle: *وآلية الإخفاء:*
أننا نقف عند مخرج الحرف التالي للنون، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[مِن طَيِّبَاتِ]].*
*:wilted_rose:[[إِن كُنتُمْ]]:*
النون في الكاف، والنون في التاء.
*:wilted_rose:[[الْخِنزِيرِ .. وَلَا عَادٍ فَلَا .. أَنزَلَ .. ثَمَنًا قَلِيلًا]]:*
كلمة:
*:wilted_rose:[[رَزَقْنَاكُمْ]]:*
القاف ساكنة فيها قلقلة صغرى.
الوقف على كلمة:
*:wilted_rose:[[الْحَقِّ]]:*
قلقلة كبرى.
*:wilted_rose:[[وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ]]:*
مد صلة صغرى.
ومثاله:
*:wilted_rose:[[بِهِ ثَمَنًا]].*
*:wilted_rose:[[فَمَنِ اضْطُرَّ]]:*
:warning: نحذر من إدغام الضاد في الطاء، فلا نقول: (فمن اطّر)، خطأ:heavy_multiplication_x:.
فالضاد لا تدغم في الطاء، بل لا بد أن نأتي باستطالة الضاد.
كلمة:
*:wilted_rose:[[إِثم]]:*
نحرص على رخاوة الثاء.
وكذلك:
*:wilted_rose:[[يَهْتَدُونَ]]:*
رخاوة الهاء.
*:wilted_rose:[[يَشْتَرُونَ]]:*
رخاوة الشين.
*:wilted_rose:[[أَصْبَرَهُمْ]]:*
رخاوة الصاد.
*:wilted_rose:[[اخْتَلَفُوا]]:*
رخاوة الخاء.
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
:book: *التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسير هذه الآيات من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
*:wilted_rose:[[وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا]]:* إلى آخر الآية.
:wilted_rose: أي: وإذا قال المؤمنون ناصحين أهل الضلال:
اتبعوا ما أنزل الله من القرآن والهدى، أصرُّوا على تقليد أسلافهم المشركين قائلين:
لا نتبع دينكم، بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا. أيتبعون آباءهم ولو كانوا لا يعقلون عن الله شيئًا، ولا يدركون رُشدًا.
*:wilted_rose:[[وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا]]:*
:wilted_rose: أي: وصفة الذين كفروا وداعيهم إلى الهدى والإيمان، كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها، وهي لا تفهم معاني كلامه، وإنما تسمع النداء ودَوِيَّ الصوت فقط.
هؤلاء الكفار:
(صُمٌّ): سدُّوا أسماعهم عن الحق.
(بُكْم): أخرسوا ألسنتهم عن النطق به.
(عُمْي): لا ترى أعينهم براهينه الباهرة، فهم لا يُعملون عقولهم فيما ينفعهم.
*:wilted_rose:[[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ]]:*
:wilted_rose: أي: يا أيها المؤمنون كلوا من الأطعمة المستلَذَّة الحلال التي رزقناكم، ولا تكونوا كالكفار الذين يحرمون الطيبات، ويستحِلُّون الخبائث، واشكروا لله نعمه العظيمة عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم، إن كنتم حقًا منقادين لأمره، سامعين مطيعين له، تعبدونه وحده لا شريك له.
*:wilted_rose:[[إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ]]:* إلى آخر الآية.
:wilted_rose: أي: إنما حرم الله عليكم ما يضركم كالميتة التي لم تذبح بطريقة شرعية، والدم المسفوح، ولحم الخنزير، والذبائح التي ذبحت لغير الله.
ومِنْ فَضْلِ الله عليكم وتيسيره أنه أباح لكم أكل هذه المحرمات عند الضرورة.
فمن ألجأته الضرورة إلى أكل شيء منها، غير ظالم في أكله فوق حاجته، ولا متجاوز حدود الله فيما أُبيح له، فلا ذنب عليه في ذلك.
إن الله غفور لعباده، رحيم بهم.
*:wilted_rose:[[إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ الله مِنَ الْكِتَابِ]]:*
:wilted_rose:إن الذين يُخْفون ما أنزل الله في كتبه من صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- وغير ذلك من الحق، ويحرصون على أخذ عوض قليل من عرض الحياة الدنيا مقابل هذا الإخفاء، هؤلاء ما يأكلون في مقابلة كتمان الحق إلا نار جهنم تتأجج في بطونهم، ولا يكلمهم الله يوم القيامة لغضبه وسخطه عليهم، ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم، ولهم عذاب موجع.
*:wilted_rose:[[أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى]]:*
:wilted_rose: أي: أولئك المتصفون بهذه الصفات استبدلوا الضلالة بالهدى وعذاب الله بمغفرته، فما أشد جرأتهم على النار بعملهم أعمال أهل النار!!
يعجب الله من إقدامهم على ذلك، فاعجبوا -أيها الناس- من جراءتهم، ومن صبرهم على النار ومكثهم فيها.
وهذا على وجه الاستهانة بهم، والاستخفاف بأمرهم.
*:wilted_rose:[[ذَلِكَ بِأَنَّ الله نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}]]:*
:wilted_rose:ذلك العذاب الذي استحقوه بسبب أن الله تعالى نزَّل كتبه على رسله مشتملة على الحق المبين، فكفروا به. وإن الذين اختلفوا في الكتاب فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، لفي منازعة ومفارقة بعيدة عن الرشد والصواب.
:leaves: *هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*