* ختمة الإمام عاصم *
* الوجه الثالث والعشرون *
* {الآيات: ١٤٦~١٥٣} *
┈┉━❋:leaves::rose::leaves:❋━┉┈
* بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. *
*:alembic:أما بعد:*
_اليوم بمشيئة الله تعالى موعدنا مع:
*الوجه الثالث والعشرين*
من:
* ختمة الإمام عاصم*
رحمه الله تعالى-
قال تعالى:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١٤٧﴾ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعًا إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٤٨﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٤٩﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٠﴾ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿١٥١﴾ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿١٥٢﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾}.*
*أحكام التجويد:*
والآن مع توضيح بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه:
* [[آتَيْنَاهُمُ]]:*
مد مد بدل، يمد بمقدار حركتين، ويعامل معاملة المد الطبيعي.
ومثله كلمة:
* [[آيَاتِنَا]].*
وكلمة:
* [[آمَنُوا]].*
* [[يَعْرِفُونَهُ]]:*
العين ساكنة، فيها صفة التوسط.
والراء مكسورة فترقق.
* [[يَعْرِفُونَهُ كَمَا]]:*
مد صلة صغرى، يعامل معاملة المد الطبيعي حال الوصل.
وأما حال الوقف، فإننا نقف على هاء ساكنة.
ومثله قوله تعالى:
* [[وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ .. شَطْرَهُ لِئَلَّا]]:*
* [[أَبْنَاءَهُمْ]]:*
مد واجب متصل، يمد بمقدار أربع حركات.
* [[وَإِنَّ]]:*
نون مشددة، تغن بمقدار حركتين.
ومثلها الميم المشددة.
وفي هذا الوجه:
* [[تَكُونَنَّ .. وَإِنَّه .. لِلنَّاسِ .. وَلِأُتِمَّ عَمَّا]]:*
* [[فَرِيقًا مِّنْهُمْ]]:*
إدغام كامل بغنة، يغن بمقدار حركتين.
ومثله كلمة:
* [[رَسُولًا مِّنكُمْ ]].*
لكن نقف :point_left: هنا وقفة:
*الإدغام:*
لا يكون إلا في كلمتين.
وينقسم إلى:
إدغام بغنة.
وإدغام بغير غنة.
إدغام بغنة:
يكون النون الساكنة أو التنوين مع حروف كلمة: "ينمو".
وأما مع "اللام والراء":
فيسمى إدغام بغير غنة.
وينقسم أيضا إلى:
إدغام ناقص.
وإدغام كامل.
أما مع "الراء واللام" فيسمى:
*إدغام كامل قولا واحداً من طريق الشاطبية.*
وأما مع "الياء والواو" فيسمى:
*إدغام ناقص عند الإمام عاصم من طريق الشاطبية.*
أما مع الميم والنون:
فبعض العلماء قال بأنه:
إدغام ناقص.
وبعضهم قال بأنه:
إدغام كامل.
وهذا ما أميل إليه والله -تعالى- أعلم،
أن إدغام النون الساكنة أو التنوين مع الميم والنون يسمى: "إدغاما كاملا".
وهذا ما جرى عليه رسم المصحف ولكن نقول لا مشاحة في الاصطلاح.
فإن كل العلماء حال التطبيق، يطبقونه بطريقة واحدة.
*<الخلاف خلاف نظري فقط>.*
* [[مِّنْهُمْ]]:*
نون ساكنة بعدها هاء حكمها الإظهار.
*وحروف الإظهار:*
همزة فهاء، ثم عين حاء مهملتان، ثم غين خاء.
*ومعنى الإظهار:*
أننا نخرج النون الساكنة من مخرجها دون غنة زائدة.
لكن أصل الغنة باق لأنها صفة لازمة للنون والميم.
ومثاله في هذا الوجه:
* [[وَمِنْ حَيْثُ]]:*
وردت مرتين.
* [[بِغَافِلٍ عَمَّا .. حُجَّةٌ إِلَّا]]:*
* [[إِلَّا مِنْهُمْ]]:*
وردت مرتين.
* [[لَيَكْتُمُونَ]]:*
الكاف ساكنة فيها صفة الشدة وصفة الهمس.
*وهمس الكاف أو التاء:*
يكون بعد صفة الشدة.
فنقول: (ليكتمون)، هكذا.
* [[الْحَقُّ]]:*
:warning: نحذر من تفخيم الحاء قبل القاف المفخمة.
* [[مِن رَّبِّكَ]]:*
إدغام كامل بغير غنة.
وردت مرتين في هذا الوجه.
* [[وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ]]:*
إدغام ناقص بغنة.
* [[فَاسْتَبِقُوا]]:*
نحرص على أن نأتي بكسرة الباء، ولا نختلس زمنها، فلا نقول: (فَاسْتَبقُوا).
:ballot_box_with_check: الصواب: (فَاسْتَبِقُوا).
* [[أَيْنَ مَا]]:*
رسمت مفصولة، فتقرأ مفصولة، ولا نقول: (أينما).
:ballot_box_with_check: بل الصواب: (أين ما).
* [[تَكُونُوا]]:*
نحرص على أن نأتي بزمن المد الطبيعي.
ومثله كلمة:
* [[فَوَلُّوا .. يَتْلُو]]،* هكذا.
[[يَأْتِ]]:*
الهمزة ساكنة، فنحذر من قلقلتها، أو تسهيلها.
* [[يَأْتِ بِكُمُ الله]]:*
لام لفظ الجلالة قبلها مضموم فإنها تغلظ.
*ولام لفظ الجلالة:*
إذا سبقت بضم أو فتح فإنها تغلظ.
مثل كلمة:
* [[إِنَّ اللهَ]].*
وكلمة:
* [[وَمَا اللهُ]].*
وكلمة:
* [[بِكُمُ الله]].*
* [[شَيْءٍ قَدِيرٌ]]:*
حكمها الإخفاء الحقيقي.
*وآلية الإخفاء:*
أننا نقف عند مخرج الحرف التالي، ثم نخرج غنة من الخيشوم.
وغنة الإخفاء: تتبع ما بعدها من حيث التفخيم والترقيق.
وهنا القاف مفخمة فإن الغنة ستكون مفخمة.
ومن أمثلة الإخفاء في هذا الوجه كلمة:
* [[كُنتُمْ]]:*
وكلمة:
* [[مِّنكُمْ]]:*
* [[خَرَجْتَ]]:*
الجيم ساكنة، فتقلقل.
مثاله كلمة:
* [[شَطْرَهُ]]:*
وكلمة:
* [[أَبْنَاءَهُمْ]]:*
*فحروف كلمة "قطب جد":*
إذا سُكِّنَت فإنها تقلقل.
وإذا كانت الحروف ساكنة في وسط الكلمة يسمى: "قلقلة صغرى".
وإذا كان في نهاية الكلمة أو سنقف عليها يسمى: "قلقلة كبرى".
* [[الْمَسْجِدِ]]:*
السين ساكنة فيها صفة الرخاوة، وصفة الهمس، فنحذر من جهر السين فتحول زايا.
فبعض الناس يخطيء ويقول: (المزجد)، وهذا خطأ :heavy_multiplication_x:.
:ballot_box_with_check: الصواب: (المسجد)، هكذا.
* [[وَحَيْثُ مَا]]:*
رسمت مفصولة في هذا الموضع فتقرأ مفصولة.
:warning: ونحذر من وصلها فلا نقول: (وحيثما).
:ballot_box_with_check: الصواب: (وحيث ما).
* [[تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي]]:*
:warning: نحذر من تفخيم التاء أو الواو قبل الخاء المفخمة.
والخاء ساكنة فيها صفة الرخاوة وصفة الهمس.
* [[كَمَا أَرْسَلْنَا]]:*
مد جائز منفصل، يمد بمقدار أربع حركات.
ومثاله:
* [[فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]]:*
* [[وَاشْكُرُوا لِي]]:*
:warning: نحذر من أن نقرأها موصولة، فلا نقول: (واشكرولي).
:ballot_box_with_check: الصواب: (واشكروا لي).
هذه بعض أحكام التجويد الواردة في هذا الوجه.
التفسير
:book: *التفسير:*
والآن ننتقل سويا إلى قراءة تفسيرها من كتاب التفسير الميسّر:
قال تعالى:
* [[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ]]:*
أي: الذين أعطيناهم التوراة والإنجيل من أحبار اليهود وعلماء النصارى، يعرفون أنَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله بأوصافه المذكورة في كتبهم، مثل معرفتهم أبناءهم.
وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون صِدْقه، وثبوت أوصافه.
* [[الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ]]:*
الذي أُنزِل إليك -أيها النبي- هو الحق من ربك، فلا تكونن من الشاكّين فيه. وهذا وإن كان خطابا للرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو موجه للأمة.
* [[وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا]]:*
أي: ولكل أمة من الأمم قبلة يتوجَّه إليها كل واحد منها في صلاته، فبادروا - أيها المؤمنون- متسابقين إلى فِعْل الأعمال الصالحة، التي شرعها الله لكم في دين الإسلام.
وسيجمعكم الله جميعا يوم القيامة من أي موضع كنتم فيه.
إن الله على كل شيء قدير.
* [[وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ]]:*
أي: ومن أي مكان خَرَجْتَ -أيها النبي- مسافرًا، وأردت الصلاة، فوجِّه وجهك نحو المسجد الحرام.
وإنَّ توجُّهك إليه لهو الحق الثابت من ربك.
وما الله بغافل عما تعملونه، وسيجازيكم على ذلك.
* [[وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ]]:*
أي: ومن أي مكان خرجت -أيها النبي- فتوجَّه إلى المسجد الحرام، وحيثما كنتم -أيها المسلمون-، بأي قطر من أقطار الأرض، فولُّوا وجوهكم نحو المسجد الحرام؛ لكيلا يكون للناس المخالفين لكم، احتجاج عليكم بالمخاصمة والمجادلة، بعد هذا التوجه إليه.
إلا أهل الظلم والعناد منهم، فسيظلُّون على جدالهم، فلا تخافوهم وخافوني بامتثال أمري، واجتناب نهيي.
ولكي أتم نعمتي عليكم باختيار أكمل الشرائع لكم، ولعلكم تهتدون إلى الحق والصواب.
* [[كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ]]:*
أي: كما أنعمنا عليكم باستقبال الكعبة، أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل، ويطهركم من دَنَس الشرك وسوء الأخلاق، ويعلمكم الكتاب والسنة وأحكام الشريعة، ويعلمكم من أخبار الأنبياء، وقصص الأمم السابقة ما كنتم تجهلونه.
* [[فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ]]:*
أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره.
وخُصُّوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نِعَمي عليكم.
* [[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ]]:*
يا أيها المؤمنون، اطلبوا العون من الله في كل أموركم:
بالصبر على النوائب والمصائب.
وبالصبر على ترك المعاصي والذنوب.
وبالصبر على الطاعات والقربات.
وبالصلاة:
التي تطمئن بها النفوس.
وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده.
وفي الآية:
إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين، المقتضية لما سلف ذكره.
أما المعية العامة، المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق.
*:leaves:هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.*